معامل الطاقة المتنقّلة تُبحِر في أعالي البحار

نقلًا عن بلومبرغ – وسط الحظر الاقتصادي الحالي، أصبحت الجهود المبذولة لإيصال الكهرباء إلى جميع أنحاء العالم أكثر تعقيدًا. ولكن، وبالرغم من ذلك، تقوم إحدى الشركات بتجهيز السفن بوحدات توليد الطاقة، إرسائها قبالة الشاطئ، وتزويد الشبكات المحلية بالطاقة في وقت قصير.

تنشغل شركة كارباورشيب بتسويق معامل الطاقة العائمة في الدول النامية، حيث تسعى الحكومات إلى تأمين جهد كهربائي إضافي لتزويد المستشفيات وغيرها من المرافق بالحاجة الكهربائية اللازمة أثناء جائحة الكورونا هذه.

يمكن للسفن الكهربائية أن تتصل بسرعة بشبكة كهرباء برية، فتتجنب عناء الاجراءات البيروقراطية والمسائل الناجمة عن بناء معامل الطاقة التقليدية. أضف إلى ذلك، إن السفن مزودة بوقودها الخاص – الغاز الطبيعي المسال والفيول أويل – مما يسهل لها الاستفادة من وضع الأسواق الحالية التي تشهد فائضًا في المعروض.

وقالت زينب هرازي، المديرة التجارية لكارباورشيب، في حديث عبر الهاتف من مكتبها في اسطنبول حيث يتم تصميم السفن: “يمكننا توزيعها [السفن] في أقل من 30 يومًا”.

تتراوح القدرة الإنتاجية للمولدات الموجودة على السفن ما بين 36 ميغاواط إلى 470 ميغاواط كما يتم التمويل الكامل للمولدات. تستخدم السفن الوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء، علمًا أنه ليس الوقود الأفضل إذا أردنا انتاج طاقة نظيفة، إلا أنها [السفن] لا تزال إحدى الحلول الباقية لتزويد المناطق النائية بالطاقة الكهربائية.

بحسب التقرير السنوي عن الغاز الطبيعي المسال الصادر عن اتحاد الغاز الدولي، تستطيع هذه السفن أن تعمل بشكل جيد في الأماكن ذات الحواجز العالية لمعامل الطاقة البرية أو الأماكن التي تحول دون وصول خطوط أنابيب الغاز اليها. وفي المقابل، تعترض طريق التشغيل مخاطر عدة ناهيك عن التكلفة العالية ومتطلبات رأس المال الأولية. وذكر التقرير أيضًا إن مفاهيم معامل الطاقة العائمة تتنافس مع مفهوم الوحدات التقليدية التي تعمل على الوقود السائل والطاقة المتجددة والطاقة النووية، والتي قد تتلقى دعمًا حكوميًا فيما يخص الغاز الطبيعي المسال.

وبحسب ما جاء في تقرير الاتحاد: “إن مفهوم المعامل العائمة التي تتكفل إعادة التغويز وانتاج الطاقة قد يكون حلاً أكثر واقعية لتسهيل الوصول إلى إنتاج الكهرباء النظيفة”. ” في المستقبل القريب، قد يبدأ تنفيذ هذه المشاريع السريعة التحقيق، التي تم إنشاؤها وتكليفها في أحواض بناء السفن ذات السمعة الطيبة.”

تمتلك كارباورشيب أكبر أسطول من السفن، على سبيل المثال، أول سفينة تم بناؤها للعراق، والتي استغرق تصنيعها ثلاث سنوات في عام 2010. تدير الشركة الآن 25 سفينة مماثلة في 11 دولة في الموزمبيق وكوبا وإندونيسيا. ومع تفشي الكورونا، لم يؤثر الفيروس على وتيرة العمل، لا بل أتاح بعض الفرص للشركة بالدخول في أسواق جديدة.

كيفية عمل السفن في أربع خطوات:
 ترسي ناقلة الغاز الطبيعي المسال في مكان الوصول وتفرغ الفيول في سفينة أخرى مخصصة للتخزين وإعادة التغويز (FSRU).
 يتم تحويل الغاز الطبيعي المسال وإعادته لحالته الطبيعية على متن ال FSRU.
 يتم نقل الغاز عبر خط أنابيب عائم لنقل الغاز من ال FSRU إلى سفينة الطاقة، التي يتراوح طولها من 80 مترًا إلى 300 متر، حيث سيغذي الفيول وحدات التوليد الكهربائي الموجودة على متن السفينة.

 تتدفق الكهرباء من السفينة الراسية في البحر عبر خط نقل طاقة إلى برج لنقل الطاقة مشيد على البر لتصل بعدها إلى شبكة محلية لتوزيع الكهرباء.

وقالت هرازي إن الشركة تقوم بتحويل السفن التي تحمل السوائب الجافة، وتشتري المحركات بالجملة وتبنيها واحدة تلو الأخرى، فتبدو العملية أشبه بخط الإنتاج.

تعتمد معامل الطاقة تكنولوجية محرك الاحتراق الداخلي، بدلاً من التوربينات التقليدية. وفي ذلك الصدد، لا شك أن بناءها باهظ، إلا أن صيانتها أقل كلفة كما أنها تلائم البلدان ذات المناخ الحار وذات الشبكات الكهربائية غير المستقرة، والتي غالبًا ما تكون في حاجة ماسة إلى الطاقة لتجنب انقطاع التيار الكهربائي.

توفر كارباورشيب سفن الطاقة، ووحدة تخزين وإعادة تغويز الغاز الطبيعي المسال العائمة، وإذا لزم الأمر، تؤمن أيضًا الفيول، وذلك مقابل 8 إلى 10 سنتات للكيلوواط / ساعة.

وأضافت: “إذا طلب الزبون من الشركة شراء وتأمين الغاز الطبيعي المسال، نقوم بجمع العروض مثل اللاعبين العاديين، ونشتري الغاز المطلوب بشفافية مطلقة.”

تعمل السفينة على الغاز الطبيعي المسال أو الفيول أويل. تقوم بعض السفن باستخدام الفيول أويل ومن ثم تنتقل إلى استخدام الغاز الطبيعي المسال. تهدف الشركة إلى أن يعتمد 80 بالمئة من إنتاج سفن الطاقة الخاصة بها على الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2025.

تتمتع الوحدات العائمة بميزة جلية إذ يستغرق تصنيعها أقل من ثلاثة أشهر مما يمكنها من التعامل مع زيادة الطلب بسهولة، خلافًا لبناء معامل الطاقة البرية التقليدية التي قد تستغرق ست سنوات أو أكثر. ونطقت هرازي أنه في بداية الأمر، غالبًا ما يُنظر إلى هذه السفن على أنها حل مؤقت، يتم استبداله على الفور بحل دائم آخر عند انتهاء بناء هذا الأخير، إلا أن بعض السفن تشكل حلولًا طويلة الأمد.

تقوم كارباورشيب بإعداد قدرة 4000 ميغاواط لتوزعها على 20 سفينة، وذلك بهدف مضاعفة حجم الأسطول في السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة، سواء من حيث قدرة الميغاواط أو عدد السفن.

وبينما تبقي جائحة الفيروس التاجي عددًا هائلًا من الاقتصادات تحت أجنحة الحظر، أشارت هرازي إلى أن العاملين الذين يعيشون ويعملون على متن سفن الطاقة خلال الثلاثة أشهر أو أكثر الماضية، يتّبعون ويلتزمون بأسس “الحجر الطبيعي”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى