الفوضى أخطر من الحرب والمقاومة تحرص على السلم الأهلي

الفوضى أخطر من الحرب والمقاومة تحرص على السلم الأهلي
*صرٌحت الكاتبة والصحفية ميسم رزق، أن المقاومة اللبنانية تواجه ضغوطاً سياسية ودولية* *غير مسبوقة تستهدف سلاحها ودورها الوطني مؤكدة أنها ما زالت صلبة وتمتلك القدرة على التعافي ومواجهة أي حرب أو فوضى داخلية.*
وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: المقاومة كانت ولا تزال مصدر عزّة وكرامة للبنان، وهي التي قدّمت التضحيات الجسام وأغلى ما تملك، وحققت انتصارات وإنجازات لا يزال العدو الصهيو-أميركي يهابها وتشعره بالقلق الدائم، الأمر الذي جعل لبنان يعيش الآن حالة من الضغوطات الدولية لحصرية السلاح لم يشهدها في تاريخه، مع ميزانيات ضخمة تُدفع من قبل الدول المنبطحة المطبّعة مع العدو لإثارة الفتن والحرب الداخلية. ورغم أن أمريكا وفرنسا تستطيعان إلزام الكيان المؤقت بوقف الاعتداءات إن أرادتا ذلك، ولكن ذلك لم يحصل.
حول الوضع اللبناني الداخلي في ظل العدوان الإجرامي الصهيوني الذي لم يتوقف على جنوب لبنان، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع الكاتبة والصحفية ميسم رزق، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
هل ترون أن المعركة السياسية القائمة بين القوى الحزبية اللبنانية على خلفية قانون الانتخابات هي جزء من صراع المحاور لنقل لبنان من ضفة إلى ضفة أخرى مقابلة على الصعيد الإقليمي وتتجاوز دلالاتها المحلية؟ وما علاقة كل ذلك بحصرية السلاح وإنهاء دور المقاومة في مواجهة الاحتلال؟
لا شكّ بأن معركة الإنتخابات النيابية وقانونها توازي معركة السلاح بالنسبة إلى أعداء المقاومة في الداخل والخارج. ويكتسب الإستحقاق الإنتخابي المقبل دلالة وأهمية استثنائية، خاصةً وأنه يأتي بعد العدوان الصهيوني على لبنان والضربات الكبيرة التي أصابت المقاومة على الصعيد الأمني، مما جعل موضوع الإنتخابات واحدة من أهم المعارك التي يُحضّر لها كي تكون استثماراً سياسياً لنتائج الحرب.
في الشق العسكري، لم يتأخر العدو الإسرائيلي في التأكيد أنه ماضٍ في الإعتداءات التي يقوم بها منذ توقيع إتفاق وقف الأعمال العدائية مع لبنان، على قاعدة أنه يملك حرية الحركة كي يقوم بكل ما يراه مناسباً، في حين أن العديد من الجهات الإقليمية والدولية تتولى مهمة الضغوط الدبلوماسية على المسؤولين الرسميين، لمنعهم من الإقدام على أي خطوة تراجعية، بينما يبقى التركيز على تلك السياسية التي تكبر الرهانات على إمكانية أن تظهر نتائجها في الانتخابات النيابية المقبلة في العام 2026.
وعليه، يراهن الفريق السياسي المعادي للمقاومة على إحداث خرق في المقاعد التابعة لحزب الله وحلفائه، وتحديداً المقاعد الشيعية، كي يتاح لهم إزاحة الرئيس نبيه بري من رئاسة المجلس، مما يضعف أكثر فأكثر المقاومة داخل الدولة ويزيد من محاولات الضغط على بيئة المقاومة وجمهورها من خلال مجلس النواب والقوانين التشريعية، على غرار ما هو حاصل في الحكومة.
يبدي البعض قلقاً على الوضع الأمني الداخلي في لبنان على ضوء الاصطفافات الجديدة، وقناعة البعض أن المقاومة باتت ضعيفة وبالإمكان ضربها أو تحجيمها! هل تتخوفون من هذا التوتير المتعمد؟ وهل ترون أنه بالإمكان إعادة لبنان إلى الحرب الأهلية بدفع صهيوني كما جرى عام 1975 لضرب المقاومة الفلسطينية؟
لا شك بأن الوضع الأمني الحالي في لبنان هشّ إلى حدّ كبير، وعوامل التفجير الداخلية فيه متوافرة، خصوصاً أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة نتج عنها الكثير من المتغيرات ليس في لبنان وحسب، وإنما في كل الإقليم.
ولا شكّ أن المحور الأميركي – الصهيوني – العربي يتربص بلبنان ويعتبر أن الحرب لم تحقق أهدافها، وأن المقاومة التي تلقت ضربات كبيرة استطاعت أن تتماسك وتبدأ رحلة تعافيها بوقت قياسي، وهو ما تسبب بغضب كبير يدفعهم إلى البحث عن وسائل جديدة للحروب لاستنزاف المقاومة.
ولا شك أن توتير المشهد الداخلي على الصعيد الأمني هو واحد من السيناريوهات المطروحة، وأكبر دليل على ذلك الحملات السياسية والإعلامية المدفوعة والمنظمة لإشعال الفتنة، فضلاً عن التقارير التي تُنشر حول الكشف عن خلايا إرهابية كانت تخطط لتنفيذ عمليات في عدد من المناطق.
وإن كانت العودة إلى مشهد العام 1975 أمراً صعباً نظراً لتبدل الظروف والتوازنات، ولأن الطرف الأقوى داخلياً اليوم هي المقاومة التي تحرص على السلم الأهلي، إلا أن إحداث فوضى أهلية في البلد ممكن جداً، وهذه الفوضى أحياناً تكون أخطر من الحرب.
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني انتهاكاتها واستهدافها للمقاومة وحاضنتها الشعبية بالفعل والتدمير، بينما تصر المقاومة على القول إنها تعافت وأنها أعادت تنظيم صفوفها.. كيف يمكن أن نفهم ذلك؟ وكيف يمكن للمقاومة أن تستعيد بناء قدراتها في ظل الحصار المثلث الأبعاد الداخلي والإسرائيلي ومن الحدود السورية؟
قرار فتح الجبهة عادة لا يرتبط بالإمكانيات والقدرات بقدر ما يتصل بالوقت والظرف المناسبين. فإحجام المقاومة عن الرد على هذه الإنتهاكات مرتبط بأسباب محددة لها علاقة بمصلحة تراها المقاومة نفسها، وربما ترى أن الأثمان المدفوعة اليوم أقل بكثير من تكلفة أي حرب جديدة، وبالتالي هي تعدّ نفسها للحظة التي تكون فيها جاهزة لتحقيق النتائج المطلوبة واستعادة الردع.
أما عن القدرة على إعادة بناء القدرات في ظل الحصار المطبق، فلا شك أن للمقاومة وسائلها وطرقها، فضلاً عن أن الوضع في المنطقة غير مستقر، لا سيما في سوريا، وهو ما يجعل هذه الحدود غير مضبوطة كما يُروّج، إضافة إلى أن المقاومة قطعت شوطاً في مجال التسلح، ولديها خبرات وعقول بشرية أتاحت في السنوات الماضية الإنتاج المحلي.
/انتهى/
■ مصدر الخبر الأصلي
نشر لأول مرة على: jabalamel.org
تاريخ النشر: 2025-10-14 22:08:00
الكاتب: جبل عامل
تنويه من موقع “yalebnan.org”:
تم جلب هذا المحتوى بشكل آلي من المصدر:
jabalamel.org
بتاريخ: 2025-10-14 22:08:00.
الآراء والمعلومات الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع “yalebnan.org”، والمسؤولية الكاملة تقع على عاتق المصدر الأصلي.
ملاحظة: قد يتم استخدام الترجمة الآلية في بعض الأحيان لتوفير هذا المحتوى.
