منافس جديد لزحل!.. اكتشاف أول نظام حلقات يتشكل حول جرم غامض

1760661848 421 68ee51a342360429882934e9

وهذا النظام الحلقي الفتي، المكون من أربع حلقات رئيسية وسحابة من المواد المنتشرة حولها، يحيط بجرم فضائي غامض يدعى “شيرون” (Chiron) – وهو من “الأجرام القنطورية” (Centaurs)، وهي أجرام جليدية صغيرة في النظام الشمسي تعد من أكثر الأجرام غموضا واهتماما لدى العلماء تجمع بين صفات المذنبات والكويكبات في وقت واحد.

ويقع “شيرون” في منطقة نائية من مجموعتنا الشمسية على بعد مليارات الكيلومترات من الأرض، حيث يدور حول الشمس في المسافة الفاصلة بين كوكبي زحل وأورانوس العملاقين. ويعد هذا الاكتشاف نقلة نوعية في فهم كيفية تشكل الحلقات الكونية حول الأجرام السماوية المختلفة.

إقرأ المزيد

وبينما تشتهر حلقات زحل العملاقة بجمالها المهيب، يأتي هذا الاكتشاف ليثبت أن تشكل الحلقات ليس حكرا على العمالقة الغازية، بل هي ظاهرة كونية أكثر انتشارا مما كنا نتصور.

ومن خلال تحليل بيانات جمعت على مدى 12 عاما من مرصد “بيكو دوس دياز” في البرازيل، تمكن فريق بحثي دولي من تأكيد وجود أربع حلقات محددة بوضوح تحيط بـ”شيرون”. ثلاث منها حلقات داخلية كثيفة تقع على مسافات تتراوح بين 273 و438 كيلومترا من مركز الجسم، بينما تمتد الحلقة الرابعة الخارجية إلى مسافة غير مألوفة تبلغ 1400 كيلومتر، ما يثير تساؤلات جديدة حول استقرارها وآليات تشكلها.

ويتمثل اﻷمر الأكثر إثارة في هذا الاكتشاف، كما يوضح الدكتور كريستيان لوسيانو بيريرا، الباحث الرئيسي في الدراسة، في أن “الحلقات تظهر تغيرات ملحوظة بين فترة رصد وأخرى، ما يشير إلى أنها نظام ديناميكي يتطور أمام أعيننا”. وهذه الملاحظة النادرة تمنح العلماء فرصة فريدة لدراسة عملية تشكل الحلقات في الوقت الفعلي، بدلا من مجرد رصد نتائجها النهائية.

إقرأ المزيد

ويعتقد الباحثون أن هذه الحلقات تتكون أساسا من جليد الماء الممزوج بمواد صخرية، وهي تركيبة مشابهة لحلقات زحل الشهيرة. وقد يكون الجليد المائي عاملا حاسما في منع جزيئات الحلقات من التكتل معا وتشكيل أقمار، ما يحافظ على استقرار النظام الحلقي.

أما في ما يتعلق بأصل هذه الحلقات، فتطرح الدراسة عدة سيناريوهات محتملة: فقد تكون ناتجة عن حطام اصطدام كوني دمر قمرا تابعا لـ”شيرون”، أو من تصادمات متعددة لأجسام فضائية أصغر، أو ربما من مواد تنبعث من شيرون نفسه أثناء نوبات النشاط الشبيهة بالمذنبات التي يظهرها بين الحين والآخر.

ويؤكد الفلكي براغا ريباس، المشارك في البحث، أن “هذا النظام الحلقي المتطور يمثل مختبرا طبيعيا فريدا لفهم الآليات التي تحكم نشأة الحلقات والأقمار حول الأجسام الصغيرة”. كما يضيف الدكتور بيريرا أن “هذا التنوع في أنظمة الحلقات عبر مجموعتنا الشمسية يذكرنا بأنها ظاهرة كونية شاملة، يمكن أن تنشأ أينما توافرت الظروف الفيزيائية المناسبة”.

واعتمد الفريق البحثي الذي ضم علماء من البرازيل وفرنسا وإسبانيا، على تقنية دقيقة تسمى “الاحتجاب النجمي”، حيث قاموا برصد دقيق لمرور “شيرون” أمام نجم بعيد، وقياس التغيرات الطفيفة في ضوء النجم أثناء هذه الظاهرة. وهذه الطريقة مكنتهم من رسم خريطة دقيقة لبيئة “شيرون” بدقة مذهلة تصل إلى مستوى الكيلومترات.

ويعد هذا الاكتشاف إضافة نوعية لقائمة متزايدة من الأجسام الصغيرة التي تمتلك أنظمة حلقية، حيث ينضم “شيرون” إلى ثلاثة أجسام أخرى معروفة بامتلاكها حلقات. وهو ما يؤكد أن عوالم الحلقات في مجموعتنا الشمسية أكثر تنوعا وغنى مما كنا نعتقد سابقا، ويدفعنا لإعادة النظر في فهمنا لتطور الأنظمة الكوكبية بشكل عام.

المصدر: إندبندنت



■ مصدر الخبر الأصلي

نشر لأول مرة على: arabic.rt.com

تاريخ النشر: 2025-10-17 03:12:00

الكاتب:

تنويه من موقع “yalebnan.org”:

تم جلب هذا المحتوى بشكل آلي من المصدر:
arabic.rt.com
بتاريخ: 2025-10-17 03:12:00.
الآراء والمعلومات الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع “yalebnan.org”، والمسؤولية الكاملة تقع على عاتق المصدر الأصلي.

ملاحظة: قد يتم استخدام الترجمة الآلية في بعض الأحيان لتوفير هذا المحتوى.

ahmadsh

موقع "yalebnan" منصة لبنانية تجمع آخر الأخبار الفنية والاجتماعية والإعلامية لحظة بلحظة، مع تغطية حصرية ومواكبة لأبرز نجوم لبنان والعالم العربي.

Exit mobile version