ويأخذ هذا الفيديو الذي أنتج باستخدام البيانات التي التقطتها مركبة الفضاء “مارس إكسبريس”، المشاهدين في رحلة جوية خلابة فوق وادي “شالباثانا فالس” (Shalbatana Vallis) الذي يمتد بطول 1300 كيلومتر.

وتبدأ الرحلة الافتراضية من مرتفعات “زانثي تيرا” (Xanthe Terra)، متتبعة المسار الذي كانت تجري فيه المياه قبل مليارات السنين، حيث تشكلت قنوات متعرجة نحتتها كميات هائلة من المياه المتدفقة. وتستمر الرحلة نحو السهول المنبسطة في منطقة “كرايس بلانيتيا” (Chryse Planitia)، مرورا بجزر صخرية صمدت أمام عوامل التعرية عبر العصور.

ويكشف الفيديو عن واحدة من أبرز الظواهر الجيولوجية غموضا على الكوكب الأحمر، وهي ما يعرف بحد الازدواجية المريخي، حيث تتحول التضاريس من مرتفعات جنوبية مليئة بالفوهات إلى سهول شمالية منبسطة. وهذه الظاهرة التي حيرت العلماء لعقود، تظهر بوضوح في المشاهد البانورامية التي التقطتها الكاميرا عالية الدقة.

ويقدم الوادي المتعرج دليلا مرئيا مذهلا على أن الكوكب الأحمر شهد في يوم من الأيام تدفقا للمياه، حيث تشير التحاليل الجيولوجية إلى أن هذه القنوات تكونت خلال فيضانات كارثية هائلة، ربما نتجت عن ذوبان الجليد تحت السطحي بسبب النشاط البركاني.

وتختتم الرحلة بمشهد مهيب لفوهة صدمية عملاقة، تذكرنا بالاصطدامات العنيفة التي شهدها الكوكب عبر تاريخه الطويل.

ويأتي هذا الإصدار في إطار المهمة المستمرة لمركبة الفضاء “مارس إكسبريس”، التي تجاوزت كل التوقعات حيث ما زالت تقدم بيانات علمية قيمة بعد أكثر من عقدين من إطلاقها. وهذه المركبة التي كان مخططا أن تعمل لمدة عامين فقط بعد إطلاقها عام 2003، تواصل كشف النقاب عن أسرار الكوكب الأحمر، ما يسهم في تعزيز فهمنا لتاريخه الجيولوجي وإمكانية وجود حياة عليه في الماضي.

المصدر: لايف ساينس