العرب والعالم

صاروخ “بوريفيستنيك” وإعادة رسم معادلة الردع النووي: رسالة بوتين إلى الغرب

صاروخ “بوريفيستنيك” وإعادة رسم معادلة الردع النووي: رسالة بوتين إلى الغرب

كتب: عدنان علامه – عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين


في تطور غير مسبوق في تاريخ التسلح الإستراتيجي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، نجاح التجارب النهائية لصاروخ “بوريفيستنيك” العامل بالدفع النووي، موجّهًا أوامر مباشرة للأركان العامة بتهيئة البنى التحتية اللازمة لوضعه في الخدمة الفعلية.

ويُعد هذا الصاروخ إنجازًا تكنولوجيًا غير مسبوق، إذ يبلغ مداه أكثر من 14 إلى 16 ألف كيلومتر، ويستطيع التحليق المتواصل لمدة تتجاوز 17 ساعة بفضل محركه النووي، ما يجعله فعليًا السلاح الأبعد مدى والأكثر قدرة على تجاوز كل منظومات الدفاع الجوي في العالم.

لا تكمن أهمية “بوريفيستنيك” في بعده التقني فحسب، بل في ما يحمله من تحوّل جذري في معادلة الردع النووي التي سادت منذ الحرب الباردة. فالصاروخ الروسي الجديد يكرّس مبدأ “الضربة الثانية المضمونة”، ويجعل من المستحيل تقريبًا على أي قوة معادية تدمير القدرات النووية الروسية قبل أن تنطلق.

إنه سلاح مصمم لتجاوز كل الرادارات والدروع الصاروخية التي بنتها واشنطن لعقود، من شرق أوروبا إلى المحيط الهادئ، وهو ما يمنح موسكو تفوقًا استراتيجيًا صريحًا يبدّد أسطورة “التفوق النووي الأمريكي”.

واللافت أن هذا الحدث التاريخي مرّ في صمت شبه تام داخل الإعلام الغربي، فهناك تجاهل متعمّد يعكس ارتباك العواصم الغربية أمام التحوّل في ميزان القوى. فبدل التركيز على الإنجاز الروسي، انشغلت واشنطن وحلفاؤها بتوزيع الأدوار في ملف تمويل وتسليح أوكرانيا، وكأنها تحاول صرف الأنظار عن فقدانها عنصر المبادرة في سباق الردع.

IMG 20251026 113909 276

وهكذا تحوّل “بوريفيستنيك” إلى رمز لصعود روسيا الجديد، ورسالة واضحة بأن أي محاولة لعزلها أو تطويقها عسكريًا سيكون ثمنها باهظًا على المستوى الكوني. فهذا الإعلان يأتي في لحظة تراجع الغطاء الغربي للحرب الأوكرانية، وتزايد الانقسامات داخل الناتو حول كلفة المواجهة الطويلة مع موسكو.

وبوتين، عبر هذا السلاح، لم يكتفِ بإرسال رسالة إلى أوكرانيا، بل إلى كل من ترامب والأوروبيين معًا، مفادها أن الردع الروسي بات متفوقًا نوعيًا، وأن أي رهان على إنهاك روسيا أو إسقاطها عبر الحرب بالوكالة هو وهم إستراتيجي.

ويمتد تأثير هذا الإنجاز الروسي إلى ما هو أبعد من الساحة الأوروبية. فنجاح “بوريفيستنيك” ينسجم مع تحولات جذرية في موازين القوة العالمية، حيث تتشكل منظومة ردع جديدة تجمع موسكو وبكين وطهران في مواجهة سياسة “الاحتواء الأمريكي المزدوج”.

بينما تحاول واشنطن جرّ الصين إلى سباق تسلح مكلف في المحيط الهادئ، وتواصل حصارها لإيران في الخليج، تأتي التجربة الروسية كإشارة إلى توحيد محور القوى المناوئة للهيمنة الأمريكية تحت راية الردع النووي المتقدم.

إنها رسالة بوتين إلى البيت الأبيض بأن زمن التفرد الأمريكي انتهى، وأن موازين الردع باتت متعددة الأقطاب، لا تحتمل التهديد ولا الابتزاز.

أبرز نقاط المقال:

نجاح التجارب النهائية لصاروخ بوريفيستنيك العامل بالدفع النووي وإدخاله قريبًا في الخدمة الفعلية.

مدى الصاروخ يتراوح بين 14 إلى 16 ألف كيلومتر، وقدرة التحليق المستمر تتجاوز 17 ساعة.

تحوّل جذري في معادلة الردع النووي: تعزيز مبدأ “الضربة الثانية المضمونة”.

تجاوز كل منظومات الدفاع الجوي والرادارات الأمريكية والغربية.

رسالة واضحة إلى الغرب: أي محاولة لعزل روسيا أو تطويقها عسكريًا ستكون مكلفة للغاية.

تحولات جديدة في موازين القوة العالمية: توحيد محور موسكو-بكين-طهران في مواجهة سياسة الاحتواء الأمريكي.

تسليط الضوء على ضعف الإعلام الغربي في تغطية هذا الإنجاز، مقابل انشغال واشنطن وأوروبا بتمويل وتسليح أوكرانيا.

بوتين يرسل رسالة إستراتيجية متعددة الأبعاد، مفادها أن الردع الروسي بات متفوقًا نوعيًا وأن التفرد الأمريكي في الردع انتهى.



■ مصدر الخبر الأصلي

نشر لأول مرة على: pravdatv.org

تاريخ النشر: 2025-10-26 18:02:00

الكاتب: قسم التحرير

تنويه من موقع “yalebnan.org”:

تم جلب هذا المحتوى بشكل آلي من المصدر:
pravdatv.org
بتاريخ: 2025-10-26 18:02:00.
الآراء والمعلومات الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع “yalebnan.org”، والمسؤولية الكاملة تقع على عاتق المصدر الأصلي.

ملاحظة: قد يتم استخدام الترجمة الآلية في بعض الأحيان لتوفير هذا المحتوى.

c3a1cfeb2a967c7be6ce47c84180b62bff90b38d422ff90b8b10591365df9243?s=64&d=mm&r=g
ahmadsh

موقع "yalebnan" منصة لبنانية تجمع آخر الأخبار الفنية والاجتماعية والإعلامية لحظة بلحظة، مع تغطية حصرية ومواكبة لأبرز نجوم لبنان والعالم العربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى