ويعد هذا المذنب ثالث جرم مؤكد من خارج النظام الشمسي، بعد “أومواموا” الغامض الذي رصد عام 2017، والمذنب “بوريسوف” الذي اكتشف عام 2019. وقد حظي مرور 3I/ATLAS باهتمام بالغ من وكالات الفضاء العالمية، حيث سارعت إلى توجيه جميع المركبات الفضائية المتاحة – بما فيها تلك الموجودة على سطح المريخ – لرصده ودراسته.

وانضمت الصين إلى هذا الجهد العلمي الدولي عندما كشفت إدارة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA) عن نجاح مهمة “تيانوين-1” في تصوير المذنب خلال الفترة من 1 إلى 4 أكتوبر. واستخدم المسبار كاميرته عالية الدقة (HiRIC) التي تشبه إلى حد كبير كاميرا HiRISE على متن مركبة ناسا المدارية، وإن كانت بدقة أقل قليلا.

وواجه الفريق العلمي تحديات تقنية كبيرة في عملية الرصد، إذ اضطر إلى تحويل المسبار من مهمته الأساسية في تصوير سطح المريخ الساطع من مدار منخفض، إلى تتبع مذنب خافت يتحرك بسرعة هائلة تصل إلى 58 كيلومترا في الثانية، ويبعد نحو 29 مليون كيلومتر، ولا يتجاوز قطره 5.6 كيلومترات فقط.

وصرح مسؤولو إدارة الفضاء الوطنية الصينية في بيان لهم يوم 5 نوفمبر: “تمكنا من استقبال البيانات التي التقطتها الكاميرا عالية الدقة ومعالجتها وعرضها عبر نظام تطبيقات أرضي. وتظهر الصور بوضوح السمات المميزة للمذنب، بما في ذلك النواة والذؤابة المحيطة بها التي يصل قطرها إلى عدة آلاف من الكيلومترات”.

ولم تكن هذه المهمة مجرد إضافة علمية فحسب، بل مثلت اختبارا تقنيا مهما لقدرات المسبار الصيني. حيث أكدت الإدارة أن مشروع تصوير المذنب يمثل امتدادا مهما لمهمة “تيانوين-1″، وساهم في اختبار القدرات التقنية للبعثات المستقبلية، خاصة المهمة القادمة “تيانوين-2” التي انطلقت في مايو الماضي في طريقها لجمع عينات من كويكب قريب من الأرض.

يذكر أن “تيانوين-1” يمثل أول مهمة صينية لاستكشاف الكواكب، حيث انطلق في يوليو 2020 ووصل إلى مدار المريخ في فبراير 2021. وقد حظيت المهمة بنجاح ملحوظ مع هبوط المركبة الجوالة “تشورونغ” بنجاح على سطح المريخ في مايو 2021، وعملت لمدة عام أرضي كامل في منطقة “يوتوبيا بلانيتيا”.

المصدر: سبيس