ازدهار قطاع الرياضة يدعم أداء اقتصادات المنطقة

ازدهار قطاع الرياضة يدعم أداء اقتصادات المنطقة


تظهر أحدث المؤشرات الدولية أن ازدهار الرياضة بات يدعم أداء اقتصادات المنطقة العربية في ظل النمو السريع للقطاع، حيث تحوّل معه من نشاط ترفيهي إلى محرك اقتصادي فاعل يسهم في تنويع مصادر الدخل وتوفير فرص الاستثمار والعمل.

ومع توسّع الاستثمارات في البنى التحتية الرياضية، واستضافة البطولات الإقليمية والدولية الكبرى، بدأت الرياضة تبرز كقطاع داعم لاقتصادات دول المنطقة، خصوصًا في الخليج العربي.

وهذا الازدهار يعكس رؤية جديدة تجعل من الرياضة عنصرًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومجالًا لجذب الاستثمارات والسياحة وتعزيز الصورة العالمية للدول العربية.

المنطقة تمتلك فرصة للانتقال من مجرد منصة لاستضافة البطولات العالمية إلى ميدان اختبار لعهد رياضي جديد

ووفقاً لتقرير حديث صادر عن شركة أوليفر وايمان للاستشارات، فإن القطاع في المنطقة يشهد تحولاً نوعياً مع استعداد دول المنطقة لاستضافة سلسلة من الفعاليات العالمية الكبرى خلال الأعوام المقبلة، ما يتيح فرصة نمو اقتصادي بقيمة 75 مليار دولار.

وأوضحت أوليفر وايمان في تقرير بعنوان “إطلاق إمكانات اقتصاد الرياضة في الشرق الأوسط”، أن المنطقة تمتلك فرصة للانتقال من مجرد منصة لاستضافة البطولات العالمية إلى ميدان اختبار لعهد رياضي جديد.

وأشار معدو التقرير، الذي أوردته بلومبيرغ الشرق الأربعا، أن ذلك الزخم قد ينعكس على قطاعات أخرى تشمل السياحة والإعلام والاستثمار بتأثير اقتصادي واسع النطاق خلال السنوات المقبلة.

وفي حين يستهلك نحو 85 في المئة من سكان المنطقة المحتوى الرياضي بانتظام، فإن معدلات الممارسة الفعلية للرياضة لا تتجاوز 30 في المئة، ما يُبرز فجوة كبيرة يمكن استغلالها لتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي مستدام، بحسب التقرير.

وذكرت شركة الاستشارات أن شريحة الشباب دون الثلاثين عاماً تشكل أكثر من نصف سكان المنطقة، وفي ظل التزام الحكومات بإنفاق نحو 100 مليار دولار على البنية التحتية الرياضية حتى عام 2034، فقد ترتفع معدلات المشاركة بنسبة 5 في المئة سنويا.

وقالت إن ذلك الاتجاه “سيعزز نمو الاقتصاد الرياضي بنحو 10 في المئة، وعوائد السياحة الرياضية بنسبة 14 في المئة.”

وعلى الرغم من مكانة كرة القدم كأكثر الرياضات مشاهدةً وهيمنة تجارية في العالم، رصد التقرير أن الأجيال الشابة تظهر علامات تراجع في التفاعل.

وتشير التقديرات إلى أن اهتمام جيل زد بدأ يتحول نحو أشكال أخرى من المحتوى الرياضي، مثل كرة السلة ورياضات القتال والرياضات الإلكترونية، التي تتفوق على كرة القدم من حيث الانتشار على منصات مثل تيك توك.

وفي هذا السياق، تعتبر السعودية قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية واحداً من 13 قطاعاً يتم التركيز عليها ضمن رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع أكبر اقتصاد عربي.

ونظمت الرياض الصيف الماضي النسخة الثانية من كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي اجتذبت 700 مليون مشاهد حول العالم.

وبحسب رالف رايشرت، الرئيس التنفيذي للمؤسسة المنظمة للبطولة، في شهد تلك النسخة مشاركة ثلاثة ملايين زائر لبوليفارد سيتي الرياض، إلى جانب مشاركة أكثر من ألفي لاعب.

ويف أعقاب مونديال كرة القدم قطر 2022، تستعد المنطقة لاستضافة أكبر حدث عالمي في كرة القدم مرتين أخريين في 2030 بالمغرب و2034 بالسعودية، في حين تستضيف كلاً من الدوحة والرياض دورة الألعاب الآسيوية في 2030 و2034.

75 مليار دولار حجم مساهمة القطاع في نمو الاقتصادي العربي خلال السنوات الخمس المقبلة

ولا تزال نصف مشاريع البنية التحتية الرياضية المزمعة قيد التنفيذ، وهو ما يتيح تصميمها بما يخدم ليس فقط البطولات الكبرى، بل أيضاً الاستخدامات المجتمعية الأخرى، من خلال دمج مساحات مخصصة للياقة والتجزئة والضيافة والتعليم.

ويستضيف المغرب بطولة كأس العالم لكرة القدم نهاية العقد الجاري بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال، ليصبح ثاني بلد عربي يستضيف البطولة بعد قطر.

وتعتزم الرباط بناء ملعب جديد واحد فقط بسعة تتجاوز 110 آلاف متفرج في الدار البيضاء مع الاعتماد على الملاعب المتوفرة بالفعل في البلاد، بحسب فوزي لقجع رئيس اللجنة المختصة بالبطولة في المغرب.

وكانت صوجي كابيتال غستيون، وهي شركة إدارة الأصول التابعة لبنك سهام (الشركة العامة سابقاً) قدرت أن المغرب سيحتاج لاستثمار ما يناهز 5 مليارات دولار لتنظيم كأس العالم 2030، بينها 1.2 مليار دولار لبناء ملعب الدار البيضاء.

ولم تعلن السعودية ميزانية لاستضافة مونديال 2034، لكن مدير تطوير استثمارات قطاع الرياضة في وزارة الاستثمار باسم إبراهيم نهاية العام الماضي ألمح إلى ضخ 26.6 مليار دولار لإنجاز المشاريع والمرافق الرياضية اللازمة للمونديال.

وخصصت السعودية 15 ملعباً للبطولة، من بينها 11 ملعباً جديداً، بإجمالي سعة تتجاوز 775 ألف مقعد، تم توزيعها بواقع 8 ملاعب في الرياض، و4 ملاعب في جدة، وملعب واحد في كل من الخبر وأبها ونيوم.

من المتوقع أن تجذب البطولة التي تضم 48 منتخباً عدداً قياسياً من المشجعين، وهو ما تستعد له المملكة بتجهيز أكثر من 232 ألف وحدة فندقية لاستضافتهم، في المدن الخمس التي ستُقام بها المباريات.

ووفقاً للبيانات التي جمعها تقرير “مونديال الشرق- السعودية 2034″، فإن عدد الوحدات الجاهزة بالفعل حالياً هو 47 ألف وحدة فندقية في الرياض وجدة والخبر ونيوم وأبها، ما يعني أنه سيتم العمل على تجهيز أكثر من 185 ألف وحدة فندقية جديدة.

وتتوقع أوليفر وايمان أن تحقق السعودية إيرادات تصل إلى نحو 200 مليار دولار من قطاعات السياحة والإعلام والاستثمارات العالمية المرتبطة بعلامتها الرياضية بصفة عامة.



■ مصدر الخبر الأصلي

نشر لأول مرة على: lebanoneconomy.net

تاريخ النشر: 2025-11-13 06:03:00

الكاتب: hanay shamout

تنويه من موقع “yalebnan.org”:

تم جلب هذا المحتوى بشكل آلي من المصدر:
lebanoneconomy.net
بتاريخ: 2025-11-13 06:03:00.
الآراء والمعلومات الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع “yalebnan.org”، والمسؤولية الكاملة تقع على عاتق المصدر الأصلي.

ملاحظة: قد يتم استخدام الترجمة الآلية في بعض الأحيان لتوفير هذا المحتوى.

ahmadsh

موقع "yalebnan" منصة لبنانية تجمع آخر الأخبار الفنية والاجتماعية والإعلامية لحظة بلحظة

Exit mobile version