أكدت وزارة الزراعة أن المزارعين المتضررين من الكوارث الطبيعية، مثل الحرائق والفيضانات والعواصف، سيستفيدون من حزمة تمويل جديدة بقيمة 16 مليار دولار، في خطوة تمثل واحدًا من أكبر برامج الإغاثة الزراعية الفيدرالية خلال العقد الأخير، وفقًا لما نشرته مجلة “نيوزويك".

ويأتي هذا التحرك في ظل تحديات غير مسبوقة يواجهها القطاع الزراعي الأمريكي، نتيجة تقلبات مناخية حادة طالت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وتسببت بخسائر هائلة للمزارعين والمنتجين في مختلف الولايات.

تواجه الزراعة الأمريكية منذ سنوات ضغوطًا هائلة بفعل التغير المناخي، إذ تتعرض ولايات عدة لموجات جفاف وحرائق تاريخية، فيما تجتاح أخرى فيضانات وأعاصير مدمرة، ما أدى إلى اضطراب الإنتاج وتراجع العائدات وتزايد الأعباء المالية على المزارعين.

وقد انعكست هذه الظروف مباشرة على سلاسل الإمداد الغذائية في أمريكا، التي تعتمد بشكل أساسي على استقرار إنتاج الحبوب واللحوم والألبان، الأمر الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى تعزيز تدخلها في القطاع الزراعي لحماية الأمن الغذائي الوطني.

وقد أعلنت الوزارة أن المرحلة الثانية من برنامج “الإغاثة التكميلية للكوارث” SDRP ستفتح باب التقديم في 24 نوفمبر 2025 وحتى 30 أبريل 2026، حيث تركز هذه المرحلة على تعويض ما يُعرف بـ”الخسائر الضحلة”؛ وهي الأضرار التي لا تشملها برامج التأمين الزراعي التقليدية أو برنامج خسائر المحاصيل غير المؤمّنة. ويُعد هذا التوجه تحولًا مهمًا في كيفية تعامل الحكومة مع الخسائر الزراعية، إذ طالبت قطاعات واسعة من المزارعين منذ سنوات بتوسيع نطاق التغطية ليشمل الأضرار التي لا يتم تعويضها عادة.

وكانت المرحلة الأولى من البرنامج، التي أُطلقت في يوليو 2025، قد قدمت بالفعل أكثر من 5.7 مليار دولار للمزارعين، خصوصًا منتجي الذرة وفول الصويا، مع استمرار باب التقديم حتى نهاية أبريل 2026. ويرافق هذه الجهود إطلاق برامج موازية، منها برنامج خسائر الألبان، الذي يخصص ما يصل إلى 1.65 مليون دولار لتعويض أصحاب المزارع الذين اضطروا للتخلص من الحليب بسبب الكوارث، إلى جانب برنامج خسائر المخزون المخزن في المزارع، الذي يوفر ما يصل إلى 5 ملايين دولار لتعويض المنتجات الزراعية المُخزّنة التي تعرضت للتلف.

وأوضحت وزيرة الزراعة بروك رولينز أن إدارة ترامب ماضية في الوفاء بوعدها تجاه المزارعين الأمريكيين، مشيرة إلى أن دعم الزراعة يمثل أولوية قومية لما له من ارتباط مباشر بالأمن الغذائي. وأكدت أن معظم المدفوعات في المرحلة الأولى باتت بالفعل في أيدي المزارعين، مما يساعدهم على الاستعداد للموسم الزراعي الجديد. من جانب آخر، نقلت تقارير صحفية عن مفوض الزراعة في تكساس، سيد ميلر، وصفه لحجم الدمار الذي تعرضت له ولايته، قائلًا إن بعض المعدات الزراعية جرفتها السيول بالكامل، وإن الأضرار امتدت حتى نفوق الماشية.

وتتوقع وزارة الزراعة أن تسهم آليات الدعم الجديدة في تسريع عمليات التعويض، خصوصًا لمن تضرروا خلال عامي 2023 و2024، بما يساعد المزارعين على التخطيط بشكل أفضل للموسم الزراعي 2026. كما تشير التقديرات إلى أن الربط الإلزامي بين الحصول على دعم البرنامج وشراء التأمين الزراعي أو برنامج NAP بنسبة تغطية لا تقل عن 60% خلال العامين القادمين، سيعيد تشكيل طريقة إدارة المخاطر الزراعية في الولايات المتحدة، ويشجع المنتجين على تعزيز استعدادهم لمواجهة الكوارث المستقبلية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط