ما سر غرابة 3I/ATLAS وإثارته نظريات الكائنات الفضائية؟
ما سر غرابة 3I/ATLAS وإثارته نظريات الكائنات الفضائية؟

ووصل المذنب إلى نقطة “الحضيض” على بعد 210 ملايين كم من الشمس، أي ما يعادل 1.4 ضعف المسافة بين الأرض والشمس، في موقع يحجبه نجمنا حاليا عن الرصد المباشر من الأرض. ورغم ذلك، بدأت التقارير العلمية تؤكد إمكانية رصده مجددا عبر التلسكوبات الأرضية المتطورة.
ويعد هذا المذنب ثالث جسم بينجمي يتم رصده في نظامنا الشمسي، ما يمنح العلماء فرصة غير مسبوقة لدراسة تركيبته الكيميائية الفريدة التي تشير إلى نشأته من نظام شمسي آخر قبل أكثر من 7 مليارات سنة، أي أقدم من نظامنا الشمسي نفسه.
ورغم القيمة العلمية الاستثنائية لهذا الاكتشاف، يحذر الفلكيون من الانجراف وراء التكهنات غير المثبتة حول أصول المذنب، مشيرين إلى أن التركيز على فرضية الكائنات الفضائية قد يحجب الحقائق العلمية الحقيقية والأكثر إثارة.
ويعد هذا المذنب ثالث جسم بينجمي (ومن هنا جاءت التسمية “3I”) يتم رصده وهو يمر عبر نظامنا الشمسي. وعندما رصده العلماء لأول مرة في 1 يوليو 2025 بواسطة نظام الإنذار الأخير للكويكبات الأرضي “أطلس” (ATLAS)، كان أحد الأسئلة الأولى التي طرحها الناس هو: “هل هو كائنات فضائية؟”.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يثار فيها سؤال الكائنات الفضائية في سياق اكتشاف فلكي جديد. فقد ظهرت تكهنات مماثلة حول الكائنات الفضائية عندما تم اكتشاف أول جسمين بينجميين: “أومواموا” (1I/2017 U1) والمذنب “بوريسوف” (2I/Borisov).
وقد يكون المذنب 3I/ATLAS أقدم شيء رأيناه على الإطلاق في نظامنا الشمسي. فقد تشكل نظامنا الشمسي منذ 4.6 مليار سنة، بينما تشير الأبحاث الحديثة إلى أن المذنب 3I/ATLAS قد يبلغ عمره أكثر من 7 مليارات سنة.
وقد قضى الكثير من هذا الوقت منطلقا عبر الكون ليقضي بضعة أشهر فقط في نظامنا الشمسي. عندما وصل المذنب إلى الحضيض، ربما كانت هذه أقرب مرة يقترب فيها من نجم منذ ملايين السنين على الأقل.
وأظهرت الأبحاث أن المذنب يحتوي على كمية أكبر من ثاني أكسيد الكربون في طبقاته الخارجية مقارنة بما شوهد في معظم المذنبات في نظامنا الشمسي. كما أن لديه نسبة أعلى من النيكل إلى العناصر الأخرى مقارنة بالمذنبات المحلية. وهذه البصمات الكيميائية تمنحنا نظرة فريدة على التركيب الكيميائي لسحابة الغاز التي شكلت النظام الشمسي الذي جاء منه المذنب.
ويحذر العلماء من أن التركيز على فرضية الكائنات الفضائية قد يحجب الاكتشافات العلمية الحقيقية. فكل دقيقة تهدر في مناقشة فرضيات غير مثبتة، هي دقيقة تضيع من وقت الرصد والتحليل العلمي الدقيق. كما أن هذا النقاش يفتح الباب أمام انتشار المعلومات المضللة والشائعات.
وتتجه وكالة الفضاء الأوروبية لرصد المذنب باستخدام مهمات فضائية مثل مسبار “مارس إكسبريس” ومسبار ExoMars و”مستكشف أقمار المشتري الجليدية”، بينما يستمر العلماء في دراسة خصائصه الفريدة. ويؤكد العلماء أن عدم فهمنا الكامل لكل خصائص المذنب لا يعني أنه من صنع كائنات فضائية، بل يعني ببساطة أن أمامنا المزيد من العمل العلمي.
المصدر: ساينس ألرت
إقرأ المزيد
■ مصدر الخبر الأصلي
نشر لأول مرة على: arabic.rt.com
تاريخ النشر: 2025-11-04 13:39:00
الكاتب:
تنويه من موقع “yalebnan.org”:
تم جلب هذا المحتوى بشكل آلي من المصدر:
arabic.rt.com
بتاريخ: 2025-11-04 13:39:00.
الآراء والمعلومات الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع “yalebnan.org”، والمسؤولية الكاملة تقع على عاتق المصدر الأصلي.
ملاحظة: قد يتم استخدام الترجمة الآلية في بعض الأحيان لتوفير هذا المحتوى.







