مذنب 3I/ATLAS ينبض كل 8 ساعات أثناء فراره من النظام الشمسي

فقد رصد باحثون أوروبيون، ولأول مرة في جسم قادم من خارج نظامنا الشمسي، ذيلا غازيا يتجه نحو الشمس مع وجود نفاثات متذبذبة تنبض بإيقاع زمني محدد.

والنفاثات (Jets) في المذنبات هي تيارات ضيقة وقوية من الغاز والغبار تنبعث من مناطق محددة على سطح نواة المذنب (قلبه الصلب) عندما تتعرض تلك المناطق للحرارة الشديدة من الشمس.

ويتميز هذا الزائر البينجمي بامتلاكه “ذيلا معاكسا” نادرا، وهو ذيل من الغاز والغبار يتجه نحو الشمس بدلا من الابتعاد عنها، خلافا لسلوك المذنبات المعتاد. والأكثر غرابة أن النفاثات داخل هذا الذيل الشمسي كانت تهتز بإيقاع منتظم كل 7 ساعات و45 دقيقة أثناء اقتراب المذنب من الشمس.

وباستخدام التلسكوب الآليwo-meter Twin Telescope (TTT) في مرصد تيد بجزر الكناري، تابع فريق بحثي دولي المذنب على مدى 37 ليلة بين يوليو وسبتمبر 2025. وسمحت هذه الملاحظات المطولة برصد تحول ذؤابة المذنب من هالة غبارية مواجهة للشمس إلى ذيل معاكس واضح المعالم.

وكشف تحليل الحركة التذبذبية للنفاثات أن نواة المذنب الجليدية تدور حول نفسها مرة كل 15 ساعة ونصف فقط، وهي سرعة دوران أكبر مما كان يعتقد سابقا.

وظهرت هذه الهياكل النفاثة بشكل واضح في سبع ليالي خلال أغسطس 2025، قبل أن يصل المذنب إلى أقرب نقطة له من الشمس في أكتوبر من نفس العام.

ويعد 3I/ATLAS ثالث جسم مؤكد يأتي من خارج نظامنا الشمسي، بعد “أومواموا” الغامض عام 2017 والمذنب “بوريسوف” عام 2019. ورغم أن الذيول المعاكسة شوهدت سابقا في مذنبات محلية، إلا أن هذه أول مرة تلاحظ فيها هذه الظاهرة في زائر بينجمي.

ويؤكد الباحثون في ورقتهم المنشورة على موقع arXiv أن دراسة هذه النفاثات تمثل “فرصة نادرة للتحقيق في السلوك الفيزيائي لجسم بدائي تشكل في نظام كوكبي آخر”. فالمذنب يحمل في تركيبه وأساليب تفاعله مع الإشعاع الشمسي أدلة حية عن الظروف التي نشأ فيها في نظام نجمي مجهول.

وبعد أن اقترب من الأرض لمسافة 270 مليون كيلومتر في 19 ديسمبر الجاري، يواصل المذنب الآن رحلته نحو الأعماق الباردة للنظام الشمسي الخارجي، ليغادره إلى الأبد كما فعل سابقاه. لكن على عكس رحيله الصامت، سيبقى إرثه العلمي ينبض بالحياة في أبحاث الفلكيين الذين كشفوا، عبر دراسته، نافذة جديدة لفهم تكون الكواكب في الأنظمة النجمية البعيدة.

المصدر: سبيس