ففي الوقت الذي تتعرض فيه الأراضي اللبنانية والسورية لاعتداءات عسكرية واقتصادية ممنهجة، تبرز تحركات سياسية لافتة، أبرزها زيارة المدعو بـ “الجولاني” إلى موسكو، الأمر الذي يستدعي قراءة معمقة لأبعاد هذه التطورات وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة.

في هذا السياق سلط الكاتب والمحلل السياسي فراس فرحات في حديث لقناة “المسيرة”، الضوء على ملامح هذا المشهد المعقد، مؤكدا أن العدوان الصهيوني يتجاوز الأهداف العسكرية المعلنة، ليطال البنى التحتية وسبل عيش المدنيين، فيما وصف اللقاء الروسي- “الجولاني” بأنه “لقاء ضرورة” يحكمه منطق المصالح الاستراتيجية.

وأكد الكاتب فراس فرحات أن تحرك “الجولاني” يأتي في إطار ، تحولات صهيونية، داخل الأراضي السورية، وأن “المشروع السوري لم ينجز بعد”.

كما أشار إلى أن السياسة التركية قد بدأت في التراجع والوضوح، وأن إعلان ما يسمى بـ “إسرائيل الكبرى” يمثل رسالة غربية تحاول إعادة صياغة التوازنات الإقليمية.

وشدد على أن تعزيز النفوذ الصهيوأمريكي في شرق سوريا مستمر، في موازاة الاعتداءات الصهيونية على المدنيين، وتحقيق مكاسب صهيونية استراتيجية، دون أي ردة فعل من قبل السلطة العميلة.

في المحصلة، يؤكد الخبراء أن المشهد الإقليمي يتسم بتداخل الأزمات؛ فالتصعيد الصهيوني المستمر يسعى إلى ضرب الاستقرار والبنى التحتية، وترسيخ معادلة الاستباحة للأراضي السورية، فيما تسعى القوى الدولية والإقليمية لإعادة ترتيب أوراق نفوذها في سوريا، مما يضع شعوب المنطقة أمام تحديات وجودية تتطلب يقظة وحذراً في قراءة مسارات التحول.