منحت الجهات التنظيمية الفيدرالية في الولايات المتحدة موافقة أولية لتأسيس بنك جديد مدعوم من كبار المانحين الماليين للرئيس دونالد ترامب، في خطوة أثارت نقاشًا واسعًا حول النفوذ المالي والسياسي في القطاع المصرفي الأمريكي، وفقًا لما نشرته مجلة “نيوزويك“.

وأعلنت مكتب مراقب العملة (OCC)، وهو جهة مستقلة تابعة لوزارة الخزانة، أنه “وافق مبدئيًا وبشروط على طلب الترخيص الوطني لبنك جديد تحت اسم إيريبور بنك (Erebor Bank)”. وتأتي هذه الموافقة بعد توقيع ترامب في يوليو الماضي على قانون العبقرية (GENIUS Act)، وهو أول تشريع فيدرالي ينظّم عمل العملات الرقمية المستقرة المرتبطة بالدولار.

يُعدّ بنك إيريبور مشروعًا متخصصًا في مجالات العملات الرقمية والتقنيات المالية، أسسه رائدا الأعمال والداعمان الجمهوريان بالمر لاكي — مؤسس شركة “أندوريل” العسكرية — وجو لونزديل، مؤسس شركة رأس المال الجريء “8VC” والمشارك في تأسيس شركة تحليل البيانات “بالان”. كما يضم البنك بين مموليه الملياردير بيتر ثيل، أحد أبرز المتبرعين لحملات ترامب الانتخابية.

وبحسب طلب الترخيص، سيقدم البنك خدمات ائتمانية ومنتجات مالية متعلقة بالعملات المستقرة، إلى جانب إدارة الخزائن، ومعالجة البيانات، وإصدار بطاقات الائتمان وخدمات الدفع. وجاء في الطلب أن “الهدف من البنك أن يكون الكيان الأكثر خضوعًا للرقابة في تسهيل معاملات العملات المستقرة، وإدخال هذا الشكل الحديث من الوساطة المالية ضمن الإطار التنظيمي الكامل”.

وأكدت هيئة مراقب العملة أنها منحت الموافقة المبدئية بعد مراجعة شاملة، مشيرة إلى أن المعايير التي طُبّقت على هذا الطلب هي نفسها التي تُطبّق على جميع طلبات الترخيص البنكي. وسيتولى بالمر لاكي منصب المدير والمساهم الرئيسي للبنك، الذي استمد اسمه من جبل “إيريبور” في رواية تولكين الشهيرة “سيد الخواتم”.

القانون الجديد الذي وقّعه ترامب يفرض أن تقتصر عملية إصدار العملات المستقرة على مؤسسات مالية خاضعة للرقابة الفيدرالية، مع إلزامها بالاحتفاظ باحتياطيات نقدية تعادل قيم تلك العملات بالكامل، إلى جانب الالتزام الصارم بإجراءات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وقال جوناثان في. غولد، مراقب العملة، في بيان رسمي: “إيريبور هو أول بنك جديد يحصل على موافقة مبدئية منذ أن توليت المنصب. نحن ملتزمون بنظام مصرفي متنوع وديناميكي، وهذه الموافقة خطوة أولى في هذا الاتجاه”.

لكن القرار قوبل بانتقاد سياسي حاد من الديمقراطيين، إذ صرّحت السناتور إليزابيث وارن بأن “أصدقاء ترامب المليارديرات حصلوا على ترخيص سريع لبنك يخدم مصالح وادي السيليكون، ما قد يخلق مخاطرة مالية جديدة ويفتح الباب أمام إنقاذات مستقبلية ممولة من دافعي الضرائب”.

ورغم الموافقة المبدئية، لا يزال يتعيّن على بنك إيريبور الحصول على الموافقة النهائية من الحكومة الفيدرالية قبل أن يبدأ نشاطه رسميًا.

نسخ الرابط
تم نسخ الرابط