المسؤولون الأمريكيون يواصلون حملة التحريض الممنهجة ضد المقاومة في لبنان في إطار سياسةٍ ثابتةٍ تستهدف تفكيك الساحة اللبنانية من الداخل، خدمةً للأجندة الإسرائيلية.

المبعوث الأمريكي إلى لبنان وسوريا توماس باراك خرج بتصريحات تحريضية جديدة حيث زعم فيها أن نفوذ حزب الله في الحكومة اللبنانية عطّل ما وصفها بـخطة نزع سلاح الحزب مؤكداً أن واشنطن قدّمت مشروعاً مشتركاً مع باريس، أسمته المحاولة الأخيرة لإخضاع المقاومة اللبنانية ونزع سلاحٍ الحزب بشكل تدريجي بإشرافٍ أمريكي فرنسي، لكنه فشل بسبب الموقف القوي للحزب داخل الدولة اللبنانية حسب ادعاءه.

باراك لم يكتفِ بذلك بل ربط بين نزع سلاح حزب الله والأمن الإقليمي مدعيا الحفاظ على امن سوريا من اجل محاصرة حزب الله واضعافه ملمّحاً إلى أن كيان الاحتلال الاسرائيلي قد يشنّ عدواناً كبيراً على لبنان إذا لم تُنفَّذ الخطة الأمريكية وذلك في تهديدٍ مباشر يعبّر عن تبنّي واشنطن لأهداف تل أبيب بالكامل.

هذه التصريحات ليست جديدة؛ فقد سبقتها مواقف متكرّرة من السفيرة الأمريكية في بيروت التي دأبت على التحريض السياسي والإعلامي ضد الحزب ومحاولة تأليب القوى اللبنانية على بعضها البعض.

المراقبون يرون أن هذه التصريحات تشكّل جزءاً من مشروع أمريكي قديم جديد لإثارة الانقسامات الداخلية وتهيئة الساحة اللبنانية لصدام داخلي بعدما فشلت واشنطن وتل أبيب في تحقيق أهدافهما عبر الحروب العسكرية.

رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد اكد خلال مشاركته في فعالية شعبية ان الاعداء والمتواطئون معهم لن يستطيعوا أن يفرضوا منطق التخاذل والضعف والاستسلام في لبنان مهما كانت التحديات. كما رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنّ الاعتداءات الإسرائيلية تهدف للضغط على الدولة اللبنانية للذهاب إلى مفاوضات سياسية، عبر رسائل غير مباشرة، معتبرًا أنّ المطلوب اليوم هو الثبات في الموقف والتمسّك بخيار المقاومة.