لبنان

“الغموض البنّاء”.. بزي: الشيخ نعيم قاسم رسم خريطة الطريق للمرحلة المقبلة

“الغموض البنّاء”.. بزي: الشيخ نعيم قاسم رسم خريطة الطريق للمرحلة المقبلة

*ثقة الأمين العام نابعة من يقين بأنّ الأمة عصيّة على الكسر*

*أوضح الباحث السياسي الدكتور، وسيم بزّي العاملي، أنّ إطلالة الشيخ نعيم قاسم جاءت لتؤكد ثبات المقاومة وثقتها بنفسها، ورسمت ملامح المرحلة المقبلة في مقاربة أكثر هدوءًا وواقعية.*

*وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد:* *عام من القيادة لسماحة الشيخ الأمين الذي حمل الأمانه العامه لِحزب الله في اقسى* *ظروف واصعبها واكثرها حساسية ومفصلية ووجودية*.

لم تكن مقابلة الأمين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم مقابلة عاديه أو روتينيه، بل أسست للمرحلة القادمة فقد وضعت المداميك الاساسية لكيفية صناعة وطن حر مستقل سيد نفسه، مؤكدا مد اليد للتعامل مع هذه الحكومة من اجل حماية وجود لبنان، ولكن هذه الحكومة للأسف لا تمارس الا الدبلوماسية مع هذا العدو الوحشي والذي نحن الان على مشارف عام على وقف اطلاق النار، وهناك اكثر من 5000 الاف خرق لهذا الاتفاق، وأكثر من ألف مواطن ما بين شهيد وجريح بعد وقف اطلاق النار، فإنتهاكات العدو مستمرة في لبنان، في ظل زيارات مكثفة للمندوبين من مصر واميركا وغيرهما؛ أمريكا التي لم تعطي لبنان شيئاً من بعد إيقاف إطلاق النار. وفي ظل هذا العدوانِ الذي يتم بشراكةِ وتواطو أميركي ارتفعت وتيرة التهديدات على لسان المبعوث الاميركي توماس برّاك والذي قام بتأجيل زيارته إلى لبنان.

حول كل هذه العناوين، وفي ظل قراءة لخطاب الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، أجرت مراسلتنا الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفياً مع الصحفي والباحث السياسي، الدكتور وسيم بزّي العاملي، والذي قدم بدوره قراءات متعددة في هذا الحوار:

السمة العامة للمقابلة التي أُجريت مع سماحة الشيخ نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله كانت بحسب معظم المراقبين تلك الطمأنينة والهدوء الظاهر على جميع إجاباته.. إلى ماذا تردون هذه الحالة من الثقة بالنفس وبالله سبحانه وتعالى؟ وما دلالاتها السياسية في أداء الحزب وقدرته على مواجهة التحديات؟

من الواضح أنّ إطلالة سماحة الشيخ نعيم قاسم، في رحاب عام مضى على تصدّيه لهذه المسؤولية التي اعتبرها كُثر في حينه انتحارية ومستحيلة، أتت طَلّته شكلًا ومضمونًا وكأنها استبيان على مستوى الثقة التي اكتسبها والخبرة التي راكمها، واليقين الذي ثبّت إيمانه أنّ هذه الأمة عصيّة على الكسر، وأنّ هذه البيئة فوق التحدّيات، وأنّ عسكر المقاومة بعد استشهاد سيدهم المفدّى أضحوا أكثر لهفةً على إظهار رغبتهم بالسير على خطاه والتضحية في سبيل هذه المسيرة المظفّرة.

ما دمنا نتحدث عن الأداء العام والصورة التي خلّفها حديث سماحة الأمين العام في أذهان المتلقّين.. ما الجديد الذي أضافه سماحته في هذا الحديث الشامل، والإجابات الواضحة، والشجاعة، والتواضع في مقاربة الصورة عن قدرات الحزب في المجال الأمني والعسكري؟

من الواضح أن سماحة الشيخ نعيم قاسم في هذه الإطلالة، رسم خريطة الطريق للمرحلة المقبلة، واضعًا بصمته على كل تفصيل قدّمه، مستفيدًا من أخطاء ودروس ما حصل من جهة، ومستخلصًا العِبر من جهة أخرى. بناءً عليه قدّم الدفاع كمعيار لمواجهة العدو، وعلى أساس توظيف ما نملك من قوّة، وليس فائض القوّة، دون الدخول في تفاصيل إعادة التعافي أو الإمكانات المتاحة، معتمدًا على “الغموض البنّاء” الذي يطرح الأسئلة أكثر مما يقدّم أجوبة للعدو والصديق.

يحاول البعض من الإعلاميين والناشطين على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي تعميم أجواء من القلق بشأن إمكانية نشوب حرب جديدة على لبنان.. هل كان رد سماحة الشيخ نعيم مقنعًا برأيكم على هذه الحملة؟ ولماذا كرّر سماحته تعابير الحرب الدفاعية والاستعداد للدفاع وليس للهجوم؟

في ظلال الحملة الواسعة والمحكومة التي سيطرت على البلد طوال الفترة الماضية، والتي مثّل التهويل بالحرب عنوانها الأول، كان رد سماحة الشيخ علميًا هادئًا، معتبرًا أنّ الحرب تبقى احتمالًا قائمًا لا يمكن إسقاطه من الحسابات. ولكن بالمقابل، أخذ ظروف هكذا خيار وإمكانات تحققه من خلال محاكاة واقع العدو والمقاومة في آن، دون أن يذهب إلى تخويف الناس أو طمأنتهم، واضعًا هذا العنوان في الإطار الموضوعي الذي يحاكي الظروف وتقلباتها السريعة، والتي تفرض الحذر والتحوّط والاستعداد.

سماحة الأمين العام خصّ المقاومين والحاضنة الشعبية بلفتة خاصة، كانت مفعمة بالعاطفة والحماسة والثقة في آن معًا.. ما هي الرسالة التي أراد الشيخ نعيم قاسم أن يبعث بها من هذه اللفتة؟ وإلى أي حدّ لا تزال القيادة تراهن على قوتها العسكرية والشعبية في مواجهة التحديات الراهنة والمقبلة؟

يُدرك سماحة الشيخ نعيم قاسم، من موقعه التاريخي والهرمي القيادي، أنّ السلاح الأمضى المزدوج الفعالية والمتكامل التأثير هما المقاومون الأشداء المضحّون، والبيئة التي بتفانيها وحضورها وتصدّرها قد أدهشت الأعداء قبل المحبين. وأتت محطات عدّة مع العام الأول لسماحة الأمين العام كأدلة وبراهين على هذا الإدراك، سواءً معركة الـ66 يومًا الملحمية التي خاضها كربلائيّو أولي البأس والتي بلغت حدّ الأسطورة في روايات جنود وضباط العدو، وهم يتحدثون كيف يخرج أبطال المقاومة من بين أنقاض القرى ليُذيقوا عدوّهم كأس الزؤام، كذلك ملاحم التشييع المليوني، إلى إحياء الذكرى السنوية لشهادتهما، وحصاد زرع السيدين الشهيدين، عنيت أجيال الكشافة في مدينة بيروت الرياضية، والذين يمكن تسميتهم بطليعة حملة الراية وأجيال المستقبل المؤتمنين على المشروع المقاوم.

حديث الشيخ نعيم قاسم عن دولة الرئيس نبيه بري أضاف إلى العلاقة السياسية الميدانية الوثيقة جانبًا يتعلق بالروابط الشخصية بين القائدين وعمقًا عاطفيًا وجدانيًا.. ما أهمية ذلك للرد على محاولات الأعداء إيجاد شرخ في بيئة المقاومة وحاضنتها الشعبية؟

يُمثّل التحالف بين حركة أمل وحزب الله القاعدة والأساس الصلب الذي يُصعّب المهمة على أعداء المقاومة إلى حدود اليأس. هذا التحالف الذي يجعل الطائفة الشيعية “كبنيانٍ مرصوص” لا تجتازه ريح ولا تنتزعه عواصف، حتى لو اجتمع العالم كلّه لكسر شوكة هذا التحالف الإلهي، والذي أضاء عليه السيد علي لاريجاني، رئيس مجلس الأمن القومي في الجمهورية الإسلامية، خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، ومن عين التينة حيث منزل الرئيس بري بالذات. من هنا، فإنّ توسّع الشيخ نعيم في الحديث عن الطبيعة التاريخية كما الشخصية التي جمعته ولا زالت بالرئيس نبيه بري، يأتي في إطار ضخّ اليأس في نفوس أعداء المقاومة من أي رهان على دقّ إسفين بين أشقاء الدم والمقاومة والمصير الواحد الذي يشكّل حصانة بقاء لبنان الوطن.



■ مصدر الخبر الأصلي

نشر لأول مرة على: jabalamel.org

تاريخ النشر: 2025-11-01 07:59:00

الكاتب: جبل عامل

تنويه من موقع “yalebnan.org”:

تم جلب هذا المحتوى بشكل آلي من المصدر:
jabalamel.org
بتاريخ: 2025-11-01 07:59:00.
الآراء والمعلومات الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع “yalebnan.org”، والمسؤولية الكاملة تقع على عاتق المصدر الأصلي.

ملاحظة: قد يتم استخدام الترجمة الآلية في بعض الأحيان لتوفير هذا المحتوى.

c3a1cfeb2a967c7be6ce47c84180b62bff90b38d422ff90b8b10591365df9243?s=64&d=mm&r=g
ahmadsh

موقع "yalebnan" منصة لبنانية تجمع آخر الأخبار الفنية والاجتماعية والإعلامية لحظة بلحظة، مع تغطية حصرية ومواكبة لأبرز نجوم لبنان والعالم العربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى