الدكتور علي حمود: إعتذار مصطفى أديب فشل للحيتان الأربعة الذين ابتلعوه وليس للمبادرة الفرنسية

الكاتبة: إسراء أبوطعام

أسدلوا الستار، فالمسرحية انتهت! لكن هذه المرّة في فترةٍ زمنيةٍ قياسية لم نعهدها مسبقاً. لم يمضِ شهرٌ على إستلام مصطفى أديب التكليف لتشكيل حكومة جديدة حتى أعلن اعتذاره على الملأ عن هذا التكليف نتيجة إنعدام التوافق بين الأطراف السياسية التي راحت تضع العُصي في الدواليب وعرقلت التشكيل ولم تلتزم ببنود إتفاقيّة الطائف، أمثال رؤوساء الحكومة السابقين، سعد الحريري فؤاد السنيورة، تمام سلام ونجيب ميقاتي.
والواضح ان اللبنانيين قد فشلوا في تشكيل حكومة جديدة بمفردهم دون التدخلات والإملاءات الخارجية، لذلك اعتمد أكثرهم على المبادرة الفرنسية لأنها ستكون هي خشبة الخلاص قبل الإنهيار الكبير في لبنان مالياً وإجتماعياً وأمنياً.

أكدَّ دكتور العلاقات الدولية والإقتصادية علي حمود ان إعتذار الرئيس المكلّف مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة لم يأتي صدفة أو دون دافع، فوراء كل قضيةٍ متهم، مشيراً الى ان في قانون العلاقات الدولية لا يوجد مفهوم يدعى صدفة، بل كله قائم على المصالح المشتركة، والمصلحة أوجبت هذا الإعتذار.

كلام حمود جاء خلال مقابلةٍ أجراها عبر التلفزيون العراقي مساء السبت، حيث أوضح فيها عدة إلتباسات حول إعتذار أديب عن التشكيل. ورأى ان السياسية الأميركية السعودية الضاغطة على لبنان قد تكون سبباً في عرقلة التشكيل وخاصةً بعد ان بلغنا أوج التطبيع الإسرائيلي العربي. وأضاف أن “الهدف ليس تطبيع اسرائيلي لبناني بل تطبيع أميركي لبناني لترسيم الحدود البحرية، نزع سلاح حزب الله والإستيلاء على النفط والغاز اللبناني.

أما عن تمسك الثنائي الشيعي بوزارة المالية، أشار حمود انه لا يمكن إدانة هذا التمسك ولا توجيه أدنى إتهام له لأن هذه الحقيبة مكرسة للثنائي منذ الأزل ومقرّة على مسودة الطائف.

وعن السياسة الحريريّة، إعتبر الدكتور علي أن نجاح حكومة مصطفى أديب هو نجاح لحكومة سعد الحريري وفشلها مماثل، مؤكداً أن السياسة الحريرية كانت السبب الأول لجميع الأزمات المالية الإجتماعية والأمنية في لبنان، منذ سنة ١٩٩٣ حتى اليوم.

أما عن المبادرة الفرنسية، لفت حمود الى انها قائمة حتى اليوم ولن تسقط وستكون هي خلاص لبنان، محذراً من ارتكاب خطأ كبير من خلال توجيه إتهامات لأي فئة سياسية في لبنان لتفشيل المبادرة او حتى تشكيل الحكومة لأننا محكومون بالتقاطعات الدّوليّة. وأكد على ضرورة الإستفادة من مبادرة ماكرون قبل الإنهيار الكبير مالياً واجتماعياً وأمنياً، التي تقع في سياق السياسات الخارجية لدعم الرئيس داخل فرنسا، وعدم انتظار الإنتخابات الأمريكية لأنها ورقة خاسرة لكل منتظر، واصفاً أمريكا انها دولة إدارات ومؤسسات.

واختتم حمود أسفاً على وضع لبنان الذي تحكمه المحاصصات والطائفيّة جراء عدم تطبيق المادة ٩٥ من اتفاق الطائف والتي تنص على إلغاء الطائفية السياسية، مؤكداً ان لبنان لن يصبح دولة مدنية قبل تطبيق هذه المادة وإلاّ ستبقى المدنية محض شعار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى