مثلما انبهر الكثير منا بجمال الأنماط المتناظرة في الطبيعة والفن، كان لدى تشن نينغ يانغ شعور عميق بالجمال ودور التناظر في الفيزياء. لقد كان العمل على كسر التناظر هو الذي جلب شهرة يانغ. في عام 1956 هو و المنظر تسونغ داو لي تجرأ على اقتراح وجود فرق جوهري بين اليسار واليمين في عالم الفيزياء. لقد توقعوا أن نتائج التجارب في العالم الحقيقي وفي المرآة يمكن أن تكون مختلفة في بعض الأحيان. وسرعان ما أكدت التجارب في الفيزياء دون الذرية هذه النظرية، وفي عام 1957، حصل الثنائي على جائزة نوبل في الفيزياء، مما جعلهما أول الحائزين على جائزة نوبل من مواليد الصين.

امتد عمل يانغ في الفيزياء النظرية لأكثر من ستة عقود، سواء في موطنه الصين أو في الولايات المتحدة، حيث عاش ما يقرب من 60 عامًا. كان يانغ فخورًا بتراثه الصيني وممتنًا للولايات المتحدة لتمكينه من تحقيق إمكاناته، وتمكن في نهاية المطاف من تعزيز التعاون العلمي بين البلدين. توفي عن عمر يناهز 103 أعوام.

بدأ اهتمام يانغ بدور التناظر في الفيزياء والكيمياء خلال طفولته في الصين. كان والده، الذي حصل على درجة الدكتوراه من جامعة شيكاغو، إلينوي، أستاذًا للرياضيات في جامعة تسينغهوا في بكين، وقد عرّف ابنه على رياضيات التماثل. بعد اندلاع الحرب بين الصين واليابان عام 1937، استقرت العائلة في كونمينغ في جنوب غرب الصين، حيث تم إجلاء العاملين في جامعة تسينغهوا والجامعات الأخرى في بكين وحيث تم دمج المؤسسات مؤقتًا.

حصل يانغ على درجة البكالوريوس من هذه الجامعة المندمجة، حيث عمل على التناظر في الجزيئات. ثم منحته زمالة تسينغهوا الفرصة في عام 1945 لمغادرة الصين والسير على خطى والده إلى جامعة شيكاغو، متأثرًا بسمعة عالم الفيزياء النووية إنريكو فيرمي، الحائز على جائزة نوبل للفيزياء عام 1938. وعلى وجه الخصوص، أعرب عن تقديره لكيفية استرشاد عمل فيرمي النظري بالملاحظات في الفيزياء.

كانت هذه سمة اتبعها يانغ طوال بحثه، عندما انتقل من شيكاغو إلى معهد الدراسات المتقدمة في برينستون، نيو جيرسي. والواقع أن اللغز في فيزياء الجسيمات دون الذرية غير المستقرة المكتشفة في الإشعاع الكوني هو الذي وضع يانج ولي، اللذين عملا معاً لأول مرة في شيكاغو، على الطريق إلى جائزة نوبل.