وهذا يعني أن أي رسالة ترسل من الأرض ستستغرق 24 ساعة كاملة لتصل إلى المركبة، في خطوة ترمز إلى المدى البعيد الذي وصلت إليه البشرية في استكشاف الفضاء.

وبدأت رحلة “فوياجر 1” قبل نحو خمسين عاما، تحديدا في عام 1977، وما زالت تواصل رحلتها رغم كل التحديات. وحاليا، تقع المركبة على بعد 25.3 مليار كيلومتر (15.7 مليار ميل) من الأرض، وتحتاج الإشارات المرسلة منها وإليها ما يقارب 23 ساعة و32 دقيقة و35 ثانية لقطع هذه المسافة الشاسعة.

ومن المتوقع أن تبلغ المركبة المسافة المستهدفة البالغة 25.9 مليار كيلومتر (16.1 مليار ميل) في الخامس عشر من نوفمبر 2026، لتصبح أول مركبة فضائية في التاريخ تصل إلى هذه المسافة البعيدة.

ومع ذلك، فإن هذه المسافة الشاسعة تجعل عملية التواصل مع المركبة مهمة بالغة التعقيد، حيث يستغرق إرسال أي أمر من الأرض يوما كاملا للوصول إلى المركبة، ويحتاج تأكيد تنفيذ هذا الأمر يوما إضافيا للعودة إلى مركز التحكم على الأرض.

وتعتمد ناسا على “شبكة الفضاء العميق” لمتابعة الاتصال بهذه المركبة الأسطورية، التي تمكنت رغم أن ذاكرتها أقل بثلاثة ملايين مرة من الهواتف الذكية الحديثة، من تحقيق سلسلة من الإنجازات الاستثنائية. فقد كانت أول مركبة تصل إلى الفضاء البينجمي في عام 2012، وأبعد جسم صنعه الإنسان عن الأرض، كما أنها المسؤولة عن التقاط صورة “النقطة الزرقاء الباهتة” الشهيرة لكوكب الأرض.

أما المركبة الشقيقة “فوياجر 2″، فما زالت هي الأخرى تواصل رحلتها، حيث تحتل المركز الثاني كأبعد جسم بشري عن الأرض، مبتعدة مسافة 19.5 ساعة ضوئية.

ومن المتوقع أن تستمر “فوياجر 1” في العمل لمدة عام إضافي تقريبا بفضل مصدرها النووي للطاقة، حاملة معها رسالة البشرية إلى أعماق الكون، في رحلة تمثل إحدى أعظم مغامرات الاستكشاف في تاريخ البشرية.

المصدر: Interesting Engineering