قفزة نوعية وتاريخية للصناعة الفضائية في إيران
قفزة نوعية وتاريخية للصناعة الفضائية في إيران
رواية قفزة نوعية في جودة صور الأقمار الصناعية الإيرانية؛ من دقة 400 متر في البداية إلى دقة مذهلة تصل إلى 2.5 متر في الجيل الجديد.
كان 28 من يناير/كانون الثاني 2025 يومًا تاريخيًا ومثيرًا لصناعة الفضاء الإيرانية. فقد أُطلقت ثلاثة أقمار صناعية محلية الصنع، هي “ظفر 2″، “بايا” (طلوع 3) و”كوثر”، إلى الفضاء باستخدام صاروخ سويوز القوي، ووُضعت بنجاح في مداراتها.
وبعد ساعات من هذا الحدث، أثار استقبال أولى الإشارات الحيوية من هذه الأقمار الصناعية حماسًا مضاعفًا لدى خبراء الفضاء؛ لأن استقبال هذه الإشارات يعني أن الأقمار الصناعية تعمل وأن عملياتها في الفضاء قد بدأت.
لكن بعيدًا عن أخبار الإطلاق، لفت الانتباه في مقابلات الدكتور محمد غياثوند (رئيس مجموعة صاايران الفضائية) والدكتور حسين بلندي (مصمم القمر الصناعي ظفر 2) النقاط التقنية الدقيقة التي أشارت إلى قفزة نوعية في دقة وجودة الأقمار الصناعية الإيرانية.
لفهم إنجاز المتخصصين الإيرانيين بشكل أفضل، يجب أولًا أن نفهم بدقة ما يُقصد بأرقام مثل دقة 15 مترًا أو 5 أمتار. وفي عالم الأقمار الصناعية، تحدد “الدقة” أو الوضوح المكاني الاستخدام النهائي للصور.
عندما نقول إن قمرًا صناعيًا مثل “ظفر 2” يتمتع بدقة 15 مترًا، فهذا يعني أن كل نقطة أو بكسل في الصورة النهائية يغطي مساحة تعادل مربعًا من سطح الأرض أبعاده 15 × 15 مترًا.
مع أن هذا المستوى من الدقة لا يكفي لرؤية التفاصيل الدقيقة كالسيارات، إلا أنه يُعد أداة بالغة الأهمية للإدارة العامة للبلاد. لأنها تُمكّن المسؤولين من مراقبة حالة الغابات، التغيرات في موارد المياه، وصحة المحاصيل الزراعية على نطاق واسع.
لكن عندما يتعلق الأمر بدقة 5 أمتار (مثل قمر بايا الصناعي)، فالوضع مختلف. عند هذا المستوى، تصبح تفاصيل الصورة واضحة للغاية لدرجة تسمح بتمييز المباني الكبيرة والطرق الرئيسية والمنشآت الحضرية، كما يُمكن مراقبة مشاريع البناء والتغييرات الإنشائية عن كثب.
يُظهر تحليل تصريحات مُصممي هذه الأقمار الصناعية أن إيران قد قطعت شوطًا طويلًا للوصول إلى هذه المرحلة. وبالعودة إلى بدايات دخول إيران إلى الفضاء، تحدث الدكتور حسين بلندي عن فترة لم تكن فيها أي دولة مستعدة لتقديم المشورة بسبب العقوبات، واضطر الخبراء الإيرانيون إلى بناء كل شيء من الصفر.
ووفقًا له، كان الجيل الأول من الأقمار الصناعية الإيرانية محلية الصنع، حوالي عام 2011، يتمتع بدقة تبلغ حوالي 400 متر، ولم يكن قادرًا إلا على رصد معالم التضاريس الكبيرة جدًا.
كان عمر تلك الأقمار قصيرًا، حوالي شهرين، وكان هدفها الرئيسي إثبات وجودها في الفضاء. لكن هذا التوجه تغير سريعًا، ففي الأجيال اللاحقة، وبفضل تزويد الأقمار الصناعية بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وصلت دقة الصور إلى 100 متر أولًا، ثم إلى 25 مترًا في القمر الصناعي “ظفر 1” المزود بكاميرات بالأبيض والأسود.
أما القمر الذي أُطلق إلى الفضاء أمس، فهو دليل على دخول إيران عصر “الأقمار الصناعية العاملة”. وعلى عكس النماذج التجريبية السابقة، صُمم القمر الصناعي “ظفر 2” ليعمل لمدة ثلاث سنوات، بهدف توفير بيانات مستمرة وموثوقة للتخطيط الاستراتيجي للبلاد.
وفي سياق متصل، يوجد القمر الصناعي “بايا”، المعروف أيضًا باسم “طلوع 3″، والذي قدمه الدكتور غياثوند كنموذج لفئة جديدة وأكثر تطورًا من الأقمار الصناعية الإيرانية. وقد حقق هذا القمر، الذي يزن 150 كيلوغرامًا، دقة أساسية تبلغ 5 أمتار، وذلك بتجاوزه كاميرات العدسات القديمة واستخدامه تقنية “الكاميرا التلسكوبية” المتطورة.
ما يُميّز القمر الصناعي “بايا” هو قدرته على تحسين جودة صوره إلى ثلاثة أمتار باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي. إضافةً إلى ذلك، زُوّد “بايا” بنظام دفع يسمح له بتصحيح ارتفاعه والبقاء في مداره لسنوات أطول.
وتبدو النظرة المستقبلية، كما عبّر عنها هذان المسؤولان، واعدةً للغاية. فقد أعلن غياثوند عن تسليم القمر الصناعي التالي، “طلوع 4” (بارس 2)، الذي بلغت دقة تصويره رقماً مذهلاً قدره 2.5 متر، وهي دقة تُعدّ الحد الأدنى لدخول الصور ذات الجودة التجارية.
كما تعتزم إيران، مع إطلاق مشروع “نظام الشهيد سليماني”، الذي يضم 24 قمراً صناعياً، توسيع نطاق تغطيتها التصويرية بحيث تتمكن من التقاط صور من أي نقطة في فترات زمنية قصيرة جداً.
وبهذه الطريقة، يمكن القول إن صناعة الفضاء الإيرانية، بعد أن تجاوزت مرحلة البحث، تمتلك الآن عيونًا حادة في مدار الأرض، والتي وصلت إلى دقة 5 و 2.5 متر اليوم، من دقة 400 متر في الماضي.
تنويه من موقع “yalebnan.org”:
تم جلب هذا المحتوى بشكل آلي من المصدر:
arabicradio.net
بتاريخ: 2025-12-30 22:16:00.
الآراء والمعلومات الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقع “yalebnan.org”، والمسؤولية الكاملة تقع على عاتق المصدر الأصلي.
ملاحظة: قد يتم استخدام الترجمة الآلية في بعض الأحيان لتوفير هذا المحتوى.




