خلال عطلة رأس السنة الجديدة، هناك زيادة في النشاط التطوعي في جميع أنحاء العالم. يلاحظ علماء النفس أن الرغبة في مساعدة الآخرين متأصلة بعمق في الطبيعة البشرية. ويقول المتطوعون أنفسهم إنهم يشعرون بأنهم أكثر ارتباطًا بالمجتمعات التي يخدمونها. تجدر الإشارة إلى أن مساعدة شخص آخر مفيدة في أي وقت من السنة. دعنا نخبرك لماذا.

“عندما نشعر بالامتنان لما لدينا، فإن ذلك يحفزنا على فعل الخير لأولئك الذين ساعدونا، وكذلك للأشخاص الجدد. هناك اتجاه تصاعدي إيجابي بين الامتنان والكرم. دوامة المعاملة بالمثلوالتي غالباً ما تشتد خلال العطلات”. يشرح عالمة النفس سارة شنيتكر من جامعة بايلور.

الإنسان كائن جماعي

تعتمد الفترة المرتبطة بالعطاء وتلقي الهدايا والعمل التطوعي على ثقافة بلد وشعب معين. في الولايات المتحدة يستمر من عيد الشكر حتى حانوكا وعيد الميلاد حتى رأس السنة الجديدة. في روسيا، تقع جميع العطلات في الأيام التي تلي رأس السنة الجديدة. في الصين، يتم الاحتفال بالعام الجديد بشكل عام في شهر فبراير. على العكس من ذلك، فإن عطلة ديوالي الهندية تقام قبل حلول العام الجديد في الخريف. إنه وقت الأضواء والاحتفالات والطعام اللذيذ، ولكنه أيضًا وقت يقدم فيه الناس الهدايا للتعبير عما يعنيه الآخرون لهم. رمضان، الذي ينتهي بعيد الفطر، هو وقت للتأمل والامتنان والأعمال الخيرية النشطة للمسلمين. تؤكد العديد من التقاليد البوذية أيضًا على الامتنان. كل هذا يعزز ميولنا الطبيعية للتعاون.

توضح عالمة النفس أمريشا فايش من جامعة فيرجينيا: “على مدى مئات الآلاف من السنين من التاريخ التطوري، كان علينا أن نتعلم التعاون من أجل العمل معًا والبقاء على قيد الحياة كنوع”. “ليس لدينا مخالب حادة، أو سرعة كبيرة، أو العديد من القدرات الطبيعية الأخرى. لكننا متعاونون للغاية؛ معًا يمكننا أن نفعل أكثر من وحدنا “.

متعة المساعد

وفقا للخبراء، فإن التأمل بامتنان فيما لدينا ومراقبة الأعمال الصالحة للآخرين يمكن أن يوقظ دوافعنا الأكثر سخاء.

على المستوى الفردي، “يمكن للعطاء والتطوع والكرم أن يعزز إحساسنا بالمعنى والهدف في الحياة”، كما يقول عالم النفس التنموي جاناي نيلسون من جامعة بريغهام يونغ.

“هناك إطلاق سريع للدوبامين، يسمى أحيانًا “ارتفاع المساعد”. ولكن هناك مكافأة أعمق، فهي تساعدنا في العثور على الهدف والمعنى. وتقول: “إن مساعدة الآخرين والاعتقاد بأنه حتى الإجراءات الصغيرة يمكن أن تغير العالم تمنح حياتنا النزاهة”.

اتصل بالأصدقاء القدامى

واحد آخر من التقاليد الطبيعية في العطلات إرسال بطاقات التهنئة إلى العائلة والأصدقاء القدامى. – يوفر أيضًا فرصة لتقوية أو تجديد الروابط الاجتماعية، كما تقول عالمة النفس الاجتماعي لارا أكنين من جامعة سيمون فريزر.

ومن الغريب أن الكثيرين لا يجرؤون على القيام بهذا الشيء الصغير. أظهر بحث لارا أن “الناس يترددون في الواقع في التواصل مع الأصدقاء القدامى لأنهم يخشون أن يصبحوا عبئًا أو إزعاجًا”. ومع ذلك، فإن “أولئك الذين سمعوا للتو من الأصدقاء القدامى يصفونها بأنها تجربة إيجابية للغاية”.

لذا لا تتردد في كتابة البطاقات البريدية أو الاتصال. اجعل العطلات سببًا آخر للتواصل مع الأصدقاء القدامى للضحك معًا أو التنزه في الطبيعة.