ترجمة: فرح صفي الدين – مع بداية العام الجديد، تستعد عدة شركات أمريكية لتنفيذ خطط واسعة لتقليص الوظائف، ما يزيد المخاوف بشأن مستقبل سوق العمل بعد عام 2025 المضطرب. بيانات وزارة العمل لشهر نوفمبر أظهرت أن معدل البطالة ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ عام 2021، فيما لا يزال التوظيف بطيئًا.

بحسب شركة Challenger, Gray & Christmas المتخصصة في إعادة توظيف العمال، أعلنت الشركات الأمريكية عن تسريح أكثر من 71 ألف موظف في نوفمبر وحده، ليصل إجمالي التسريحات في 2025 إلى 1.2 مليون، وهو أعلى رقم منذ عام 2020.

وذكرت صحيفة Newsweek أن أبرز عمليات التسريح التي تم الإعلان عنها هو إغلاق شركة “تايسون فودز” لمصنعها ليكسينغتون في ولاية نبراسكا الشهر المقبل، ما يؤدي إلى فقدان 3,200 وظيفة، إضافة إلى تقليص عمليات مصنع أماريلو في تكساس الذي سيؤثر على 1,700 موظف.

كما ستقوم شركة “فيديكس” بإغلاق منشأة في كوبيل بولاية تكساس، وتسريح 856 موظفًا على مراحل بين يناير وأبريل، ضمن خطة إعادة هيكلة “الشبكة 2.0”.

وستقوم “جنرال موتورز” بتسريح 1,140 موظفًا من مصنع “فاكتوري زيرو” في ديترويت ابتداءً من 5 يناير، بسبب تباطؤ انتشار السيارات الكهربائية.

وقد حذر الخبراء من أن هذه الموجة من التسريحات قد تكون مؤشرًا على ضغوط أوسع. دارون أسيموغلو، أستاذ الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يرى أن الذكاء الاصطناعي لن يؤدي إلى بطالة جماعية فورًا، لكنه سيُستخدم لتقليص الوظائف تدريجيًا. أما ديزموند لاكمان من American Enterprise Institute فيؤكد أن الذكاء الاصطناعي يساهم بالفعل في تجميد التوظيف وتسريح موظفين إداريين في مجالات مثل خدمة العملاء والكتابة والدعم التقني.

شركات أخرى مثل أمازون وHP وضعت خططًا طويلة الأجل لخفض التكاليف، فيما أظهر استطلاع أجرته Resume.org أن 58% من قادة الأعمال يتوقعون أن تكون عمليات التسريح محتملة جدًا أو إلى حد ما في 2026، بسبب الضغوط التجارية وعدم اليقين الاقتصادي.

وفي النهاية، يبدو أن سوق العمل الأمريكي سيواجه اختبارًا صعبًا في يناير المقبل، حيث تتقاطع التحديات الاقتصادية مع التحولات التكنولوجية، ما يضع ملايين العمال أمام مستقبل غامض.

نسخ الرابط
تم نسخ الرابط