أنيس صعب المعلوف : ” لا يستقيم وطن إلا إذا كان العدل إحدى ركائزه”.

منذ العام 1940 عملت مع والدي المغفور له يوسف صعب المعلوف في تجارة المواشي ، وقد حظيت باحترام وتقدير كل من تعاملت معه لصدق معاملتي .
في الثمانينات ، قمت بتحويل اعتمادات مالية عبر مصرف فرنسبنك مجزأة بقيمة ثلاثة ملايين واربعماية الف دولار اميركي كما قمت بتحويل مبلغ مليون دولار اميركي وذلك الى تركيا لشراء ستة وسبعون الف راس غنم تم شحنها بحرا الى لبنان.
لاحقا فوجئت بان مصرف فرنسبنك الذي كنت اتعامل معه قد ارتكب اخطاء حسابية فادحة في قيودي المصرفية لديه ، فقمت بتوكيل البروفسور المحامي فايز الحاج شاهين الذي تقدم بدعوى قضائية بوجه المصرف المذكور الا انه بعد ما يقارب الثلاثين عاما من المحاكمات قضي برد الدعوى من دون وجه حق.
لا بد هنا سوى من ان اعود بالذكرى ، الى ان الدعوى المذكورة اعلاه التي كنت قد تقدمت بها بوجه فرنسبنك ، نظر فيها القاضي الكبير جان فهد، والذي بسحر ساحر نقلت الدعوى من غرفته !
لم يكتب لي النجاح في اي دعوى اخرى كنت قد تقدمت بها لدى المحاكم اللبنانية بسبب التدخلات التي كانت تحصل، في حين انني بالمقابل كسبت ثلاث قضايا في الخارج ، احدها حكم القضاء التركي لمصلحتي بمبلغ سبعة وثمانون الف دولار اميركي ، واخرى في الخوين / قضاء حماه حيث قضت المحكمة باثبات ملكيتي لستماية الف مترا مربعا، وثالثة لدى غرفة التجارة والصناعة في حمص انتهت بحكم صدر لصالحي .اضف الى ذلك ان الخسائر التي منيت بها بسبب ما عرف بالحرب اللبناينة الاليمة لا تعد ولا تحصى حيث تم احتلال مزرعتي المواشي والدواجن خاصتي سحابة ثلاثة عشر عاما من قبل الجيش السوري من دون ان اتمكن من استثمارها.
تجدر الاشارة ايضا الى انه في ظل حقبة تولي الاستاذ بهيج طبارة وزارة العدل، بادر معاليه في حينه الى فتح باب المراجعات لديه لكل متضرر من قضية ما ، ولدى مراجعته بهذا الخصوص احالنا الى القاضي الكبير طانيوس الخوري حيث شرحنا له هواجسنا ، والذي اثنى بدوره على الحكم العادل الصادر لصالحي عن القضاء التركي ، بعد ان زودته بنسخة عنه كبرهان على استقلالية القضاء التركي وانه لا يميز بين مواطن تركي وبين اجنبي في قضايا الحق .
اليوم وانا في الاثنين والتسعين من عمري ، لا اكتب هذه السطور طلبا لاي مكسب ، انما رجائي الوحيد وامنيتي الاخيرة هو ان ارى “لبنان” وطنا حرا سيدا مستقلا يحكم من قادة شرفاء ، ركيزته قضاء مستقل وعادل لانه :
” اذا اضطرب حولنا كل شيء وسلم العدل، فنحن في عافية ”
انيس يوسف صعب المعلوف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى