ترامب سيعلن عن مرشحه لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي مطلع العام المقبل

قال الرئيس دونالد ترامب اليوم الثلاثاء إنه سيعلن عن اختياره لخلافة جيروم باول في رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أوائل العام المقبل، مما يزيد من غموض عملية الاختيار التي استمرت شهورًا على الرغم من قوله إنه يعرف بالفعل من سيختاره لقيادة أهم بنك مركزي في العالم.

ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد قال ترامب في تصريحات خلال اجتماع لمجلس الوزراء، إن وزير الخزانة سكوت بيسنت – الذي قاد عملية البحث – لا يريد منصب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، ولم يشر الرئيس إلى من قد يكون مرشحه المفضل.

وصرح ترامب للصحفيين يوم الأحد بأنه يعرف من ينوي اختياره خلفًا لباول، الذي تنتهي ولايته كرئيس للاحتياطي الفيدرالي في مايو، لكنه امتنع عن الإجابة عندما سُئل عما إذا كان هذا الاختيار هو كيفن هاسيت، كبير مستشاريه الاقتصاديين والمرشح الأوفر حظًا في أسواق المراهنات الإلكترونية.

وأكد ترامب مجددًا يوم الثلاثاء أنه ضيّق قائمة اختياراته إلى شخص واحد. وقال: “أعتقد أن رئيسًا محتملًا للاحتياطي الفيدرالي موجود هنا أيضًا. هل يُسمح لي بقول ذلك؟ إنه محتمل. إنه شخص محترم، هذا ما أؤكده لك. شكرًا لك يا كيفن، هذا ما قاله ترامب في فعالية لاحقة بالبيت الأبيض يوم الثلاثاء.

وقد أثبت هاسيت، 63 عاما، الذي ترأس مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض خلال فترة ولاية ترامب الأولى، ولاءه للرئيس من خلال ظهوره التلفزيوني المنتظم، إن لم يكن الأسبوعي، على شبكة سي إن بي سي وفوكس نيوز وقنوات أخرى، حيث أيد التعريفات الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب على الواردات ودعا إلى خفض أسعار الفائدة.

ومن المرجح أن ترامب، الشغوف بمشاهدة التلفاز، يرى هاسيت كثيرًا، على عكس معظم المرشحين الآخرين.

هاسيت، الذي يقع مكتبه في الجناح الغربي من البيت الأبيض، يتمتع أيضًا بتواصل مباشر مع الرئيس، وقد ساهم في تشكيل آرائه حول القضايا التجارية والاقتصادية، بالإضافة إلى السياسة النقدية.

دعاة خفض أسعار الفائدة

تشمل قائمة المرشحين الآخرين لخلافة باول محافظين حاليين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي مثل ميشيل بومان وكريستوفر والر، والمحافظ السابق كيفن وارش، وريك ريدر من بلاك روك.

وصرح بيسنت بأنه أكمل جولتين من المقابلات مع كل منهم، وأنه يخطط لتقديم قائمة مختصرة من المرشحين النهائيين إلى ترامب ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض هذا الشهر.

ولم يخف ترامب أنه يفضل شخصًا يفضل أسعار فائدة أقل، وكان هاسيت والآخرون من المدافعين الصريحين عن ذلك، وهو التفضيل الذي قد يتحداه اقتصاد مزدهر جعل العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي حذرين من السياسة الأسهل.

ومع اقتراب نهاية هذه العملية، تحول خبراء الاقتصاد والأسواق المالية إلى النظر في ما يعنيه اختيار ترامب بالنسبة لتوقعات السياسة النقدية، في ظل قيادة جديدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن تواجه اقتصادا يستعيد زخمه العام المقبل، لكنه يكافح من أجل خلق فرص العمل، ولا يزال يتسبب في ارتفاع التضخم.

وقال جيمس إيجلهوف، كبير الاقتصاديين الأميركيين في بنك بي إن بي باريبا، في مؤتمر عبر الهاتف حول توقعات البنك لعام 2026: “بغض النظر عمن يقود بنك الاحتياطي الفيدرالي… فإن السياسة النقدية تتحدد بالظروف الاقتصادية”.

وشمل هذا التوقع أن النمو المرن والتضخم المستمر سيسمحان بخفض أسعار الفائدة مرة واحدة فقط العام المقبل بعد الخفض المتوقع في اجتماع البنك المركزي الأميركي يومي 9 و10 ديسمبر، مع ترك رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الجديد في عهد ترامب يبقي تكاليف الاقتراض ثابتة وسط تضخم ثابت بنسبة 3%. ولدى بنك الاحتياطي الفيدرالي هدف للتضخم بنسبة 2%.

وقال إيجلهوف “إن البيانات تشير إلى أن هناك حاجة ضئيلة لخفضات حادة في أسعار الفائدة تتجاوز تلك التي نتوقع أن نحققها”.

إذا تطور الاقتصاد على هذا النحو، فقد يُمثل ذلك اختبارًا مبكرًا لانفصال رئيس الاحتياطي الفيدرالي الجديد عن ترامب، وخاصةً دعوته إلى أسعار فائدة منخفضة للغاية. وإذا فاز هاسيت بالمنصب، فقد يختبر ذلك ثقته في قدرة سياسات جانب العرض على تحقيق نمو غير تضخمي يفوق الاتجاه الذي يعتقد معظم زملائه أنه محتمل.

ومن المرجح أن تشكل الأحكام المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على نمو الاتجاه، وطلب العمالة، والأجور، محور نقاش مركزي في بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأشهر والسنوات المقبلة.

مستقبل باول

وتعتمد آفاق السياسة النقدية أيضًا على مجموعة من صناع السياسات المنقسمين المحتملين الذين سينتهي بهم الأمر إلى العمل جنبًا إلى جنب مع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي القادم.

ولكن باول – الذي يأسف ترامب منذ فترة طويلة لترشيحه لهذا المنصب في أواخر عام 2017 – ليس مضطرا إلى مغادرة بنك الاحتياطي الفيدرالي بالكامل بعد انتهاء فترة قيادته في مايو، ولم يشر بعد إلى ما سيفعله.

وعيّن الرئيس السابق جو بايدن ثلاثة أعضاء آخرين في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، أما الثلاثة الباقون فهم من تعيينات ترامب. آخرهم ستيفن ميران، وهو مستشار اقتصادي آخر لترامب وأكثر المؤيدين لخفض أسعار الفائدة بشكل كبير.

وسيضطر إلى التنحي لإفساح المجال لمرشح رئيس الاحتياطي الفيدرالي الجديد في حال لم يستقيل باول من منصبه بعد انتهاء فترة قيادته، أو إذا فشل ترامب في مساعيه لإقالة ليزا كوك، إحدى المعينات من قبل بايدن. وقضية كوك معروضة الآن أمام المحكمة العليا الأمريكية.

يقول محللون في شركة الأبحاث “إل إتش ماير”، التي يرأسها لاري ماير، محافظ الاحتياطي الفيدرالي السابق، إنهم “افترضوا منذ فترة طويلة” أن باول سيبقى في مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي بعد تنحيه عن منصبه كرئيس له، وذلك كإجراء وقائي ضد مساعي ترامب لفرض سيطرته على البنك المركزي. وأضاف المحللون أنه بعد مساعي ترامب لإقالة كوك، “ربما أصبح إيمان باول بالقضية أقوى الآن”.

ثم هناك اثنا عشر رئيسًا إقليميًا لبنوك الاحتياطي الفيدرالي، وهم جناحٌ ضمّ أشدّ المعارضين لمزيد من تخفيضات أسعار الفائدة. وخفّض البنك المركزي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية مرتين منذ سبتمبر. وقد عارض أحد رؤساء الاحتياطي الفيدرالي الإقليميين بالفعل التخفيض الثاني، بينما أشار رئيسان آخران، ممن صوّتا على السياسة هذا العام، إلى أنهما قد يعارضان تخفيضًا ثالثًا الأسبوع المقبل.

ويبدو أن الناخبين المتناوبين في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في العام المقبل متشككون بنفس القدر في المزيد من التيسير النقدي، مع بلوغ التضخم الآن عامه الخامس فوق المستوى المستهدف، وتباطؤ سوق العمل ولكن دون الانهيار.

وبافتراض صحة أحدث توقعات صناع السياسات بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية واحدة فقط في عام 2026، فإن “رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الجديد قد يكون قادرا على الدفع بخفض ثان في عام 2026 … ولكن ليس أكثر”، كما قال فريق إل إتش ماير، ما لم ترتفع البطالة إلى مستوى 4.5% أو ينخفض ​​التضخم بشكل أسرع إلى الهدف من المتوقع.

نسخ الرابط
تم نسخ الرابط