راديو مونتي كارلو – برنامج “من قاعات التحرير”
الضيف: الباحث في الشأن الروسي ومراسل تلفزيون العربي في موسكو، الدكتور سعد خلف

المصدر: رابط المصدر

تزامناً مع حلول الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد ولجوئه مع عائلته إلى روسيا، يشير الدكتور سعد خلف في حديثه لراديو مونتي كارلو إلى أن الصحف الروسية تعاملت مع هذه المناسبة بإشارات محدودة للغاية، تكاد تقتصر على فقرات صغيرة في بعض الصحف الثانوية، من دون اهتمام لافت في الصحف أو القنوات الرئيسية.

ويوضح أن الإشارة الروسية جاءت مقتضبة حول مرور عام على خروج الأسد من دمشق إلى روسيا بناءً على قرار من الكرملين بمنحه “اللجوء السياسي الإنساني”، وهو وصف قانوني مختلف عن اللجوء السياسي الكامل.

ورافقت هذه الذكرى تسريبات من قناتي “الحدث” و”العربية” تضمنت فيديوهات للأسد أثناء قيادته لسيارته وبجواره المستشارة الإعلامية الراحلة لوني الشبل، إضافة إلى حديث مرّ عن بوتين وعمليات التجميل. ويؤكد سعد خلف أن المقطع بدا له خارج سياقه، وأن تعليق الأسد كان مقتضباً للغاية، ولم يظهر فيه أي سخرية كبيرة من الرئيس الروسي، مع ملاحظة الحذر الواضح في طريقة التعليق.

ويضيف أن روسيا لن تُعير هذه الأمور اهتماماً، انطلاقاً من فهم عقلية الكرملين والنخبة الروسية، مشيراً إلى أن صفحة الأسد كرئيس في سوريا انتهت بالنسبة لموسكو، وأنه بات ورقة تستخدم في إطار التفاوض مع السلطة السورية الجديدة، سواء من جهتها أو من جهة الروس، وبوصفه رمزاً يرتبط بمكونات معينة داخل المجتمع السوري. كما يوضح أن قرار منح الأسد اللجوء الإنساني قرار ثابت بالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين، المنسجم مع صورته بأنه لا يتخلى عن حلفائه.

وحول التسريبات المتداولة، يرى سعد خلف أنها لم تتضمن ما يمكن اعتباره إدانة كبيرة؛ إذ إن ما ورد فيها من عبارات حول بعض المناطق أو الجنود لا يمثل جوهر القضايا الأساسية المرتبطة بملف الأسد، وأن أهمية هذه التسريبات بدت مبالغاً فيها إعلامياً، ولم يجد فيها معلومات جديدة أو مؤثرة يمكن البناء عليها لإثارة موقف روسي أو داخلي.

بهذا المشهد، يخلص الدكتور سعد خلف إلى أن المبالغة هي السمة الأبرز في التعامل مع التسريبات الأخيرة، بينما ظل الموقف الروسي هادئاً ومحدود التعليق، مع استمرار التعامل مع وجود الأسد في روسيا ضمن إطار سياسي محسوب بدقة.